مرض النقرس

النقرس هو أحد أشكال التهاب المفاصل المُسبِّب للشعور بالألم وعدم الراحة، إذ يتميّز بحدوث ألمٍ مفاجئ وشديد، بالإضافة إلى تورّمٍ واحمرار في المفصل المُصاب، وينتج مرض النقرس عن تراكم بلورات من حمض اليوريك داخل المفاصل، وهو غالبًا ما يؤثر في إصبع القدم الكبير، إلا أنّه قد يصيب أيًّا من مفاصل الجسم كالكاحلين، والقدمين، واليدين، والركبتين، والمعصمين أيضًا، فكيف يمكن تشخيصه؟ وهل نكتفي بالأعراض لتأكيد التشخيص؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال.[١][٢]


فحوصات النقرس

يمكن أن يكون تشخيص النقرس أمرًا صعبًا، وذلك لتشابه أعراضه مع أعراض حالاتٍ طبية أخرى،[٣] لذا تهدف هذه الفحوصات لتمييز ما إذا كانت هذه الأعراض ناتجة عن الإصابة بالنقرس أو غيره من أنواع التهاب المفاصل، كما تُستخدَم لمعرفة مُسبِّب زيادة مستويات حمض اليوريك داخل الدم،[٤]وبدايةً يُجري الطبيب الفحص الجسدي، بهدف التّحقق من الأعراض المُحتمَل أن يشعر بها المريض، فيطلب منه أن يصفها، ويسأل عن مدّة استمراريتها،[٥][٢] وبعدها سيوصي الطبيب بإجراء العديد من الفحوصات والتحاليل التي سنبينها على النحو الآتي:


تحليل السّائل الزلالي

يعدّ تحليل السّائل الزلالي (Synovial fluid analysis) أو ما يسمّى أيضًا بتحليل السائل المُزلّق بين المفاصل، إحدى طرق تشخيص الإصابة بمرض النقرس، وفي هذا الفحص يقوم الطبيب بإدخال إبرةٍ لسحب عينة من السائل المحيط بالمفاصل المُسبِّبة للألم، وهو سائل شفاف وذو قوام لزج يساعد على تقليل الاحتكاك أثناء حركة المفصل، ويُشار له باسم السائل الزلالي، بعدها يتمّ إرسال العينة إلى المختبر، لتحليلها والتحقق من وجود أيّة علامات في هذا السائل تشير إلى وجود التهابٍ بالمفاصل،[٦][٧] لتحديد نوع التهاب المفاصل وسبَّبه، وإحدى هذه العلامات التي يمكن رؤيتها هي بلورات حمض اليوريك المُشيرة إلى الإصابة بالنقرس.[٥]


تحليل الدم

تحليل الدم أو تحليل حمض اليوريك، هو أحد الاختبارات المُساعدة على تشخيص النقرس، وذلك من خلال قياس تركيز حمض اليوريك في الدم، فحمض اليوريك هو مادّة كيميائيّة ناتجة عن تكسّر بعض أنواع الأطعمة، لذلك فهو يتواجد في الدم بشكل طبيعي، ويتخلص منه الجسم عبر البول طبيعيًا، ولكن زيادته عن المعدّل الطبيعي يمكن أن تشير إلى الإصابة بالنقرس أحيانًا، لكن ليس بالضّرورة أن يعني ارتفاع حمض اليوريك الإصابة بالنّقرس، فقد يكون إشارةً إلى تشكّل حصواتٍ في الكلى.[٨][٢]


الفحوصات التصويرية

يمكن بيان الفحوصات التصويرية المساعدة على تشخيص الإصابة بالنقرس على النحو الآتي:

  • التصوير باستخدام الأشعّة السينيّة: يساعد تصوير المفصل باستخدام الأشعّة السينيّة على استبعاد بعض الأسباب الأخرى المسبّبة لالتهاب المفاصل.[٩]
  • فحص الموجات فوق الصّوتيّة: أو ما يُعرَف بالسونار، ويكون ذلك للكشف عن وجود أيّة بلورات أو عقدٍ في المفاصل، كما تكشف عن وجود الرواسب الرملية أو التوفة، وهي تراكم بلورات اليورات تحت الجلد في المراحل المتقدمة من مرض النقرس.[١٠]
  • الأشعّة المقطعيّة ثنائيّة الطاقة: (Dual energy CT scan)، يمكن لهذا النوع من التصوير الكشف عن وجود أيّة بلوراتٍ في المفصل المُلتهب، ويتميّز عن غيره بقدرته على الكشف عن وجود البلورات حتى في الحالات الطفيفة من المرض، أيّ قبل أن يكون الالتهاب حادًّا، ولكن من غير الشائع إجراء هذا الفحص نظرًا لكلفته العالية، وعدم توافره في جميع المنشآت الصحية.[١٠]
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: (MRI)، وهو أحد الفحوصات التي تكشف عن وجود أي تضرُّر في العظام أو المفاصل، والذي يكون قد ناجمًا عن النقرس، كما ويمكن من خلاله التحقق من حدوث أيّة مضاعفاتٍ مرتبطة بالنقرس، وبهذه الطريقة يتم إعطاء سائل ذي صبغة للمريض، ليساعد على إظهار الصور بشكل أفضل، ويُمنَع المريض من إدخال أيّ مادة معدنية إلى غرفة التّصوير بالرنين المغناطيسي، كما يجب إخبار الطبيب إن كان للمريض أي زرعات معدنية داخل جسده.[٧][١١]


تحاليل الأيض الأساسيّة

تعدّ تحاليل الأيض الأساسيّة (Basic metabolic panel) من الاختبارات الشّائعة، ويُوصى بإجرائها لمرضى النقرس لتقييم عمل الكليتين وكفاءتهما، فتجدر الإشارة إلى أنّ انخفاض كفاءة الكليتين في التخلُّص من حمض اليوريك عن طريق البول قد يُسبِّب الإصابة بالنقرس، إذ إنّ الأشخاص المصابين بأمراض الكلى أكثر عرضة للإصابة بالنقرس مقارنة بغيرهم، بالإضافة إلى ذلك فإن النقرس قد يُسبِّب تكون حصوات حمض اليوريك داخل الكلى، الأمر الذي يؤثر في عملها،[٤] وتتكون هذه التحاليل من 8 اختبارات تقيس نراكيز عدّة مواد في الدّم كنيتروجين اليوريا، والغلوكوز، والصوديوم، والبوتاسيوم، وغيرها.[١٢]


فحوصات أخرى

ومن الفحوصات التي تساعد على تشخيص النّقرس واستبعاد الأمراض الأخرى المُسبِّبة لأعراض مشابهة له، نذكر التّالي:

  • فحص الدم الكامل: (CBC) يُجرَى هذا الفحص للكشف عن وجود ارتفاعٍ في أعداد كريات الدم البيضاء، الأمر الذي يساعد على التمييز بين النقرس والتهابات المفاصل الأخرى.[٤]
  • فحص العامل الروماتويدي: (Rheumatoid Factor)، وقد يُطلب هذا الفحص للمساعدة على استبعاد الإصابة بالنقرس، وتشخيص أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والذي قد يكون سببًا في بعض الأعراض المُشابِهة للنقرس، من حيث الألم، وتآكل المفاصل.[١٣][١٤]
  • فحص الأجسام المضادة للنواة: (Antinuclear Antibody)، وهو اختبار يُجرى لاستثناء بعض الأمراض الأخرى التي قد ينجم عنها أعراض التهاب المفاصل.[٤]


على من يجب الخضوع لفحوصات تشخيص النقرس؟

تُجرَى فحوصات النقرس لأي شخصٍ يعاني من ألمٍ شديد في المفاصل خاصةً في مفصل إصبع القدم الكبير، والذي يكون الإحساس به بشكل مفاجئ يتبعه الشّعور بدفء، أو احمرار، أو تغيّر في لون المنطقة المحيطة بالمفصل المُلتهب، ويفضّل دائمًا مراجعة طبيب الروماتيزم نظرًا لأنّه مختصّ في مثل هذه الحالات.[١٥][١٦]

المراجع

  1. "Symptoms and Diagnosis of Gout", hopkinsarthritis, Retrieved 22/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت "What is a Uric Acid Blood Test?", webmd, Retrieved 22/1/2021. Edited.
  3. "Everything you need to know about gout", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 16/2/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Gout"، labtestsonline، اطّلع عليه بتاريخ 7/2/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Gout", my.clevelandclinic.org, Retrieved 16/2/2021. Edited.
  6. "Synovial Fluid Analysis", labtestsonline.org, Retrieved 7/2/2021. Edited.
  7. ^ أ ب "Gout", drugs, Retrieved 22/1/2021. Edited.
  8. "Gout Symptoms and Diagnosis", everydayhealth, Retrieved 22/1/2021. Edited.
  9. "Gout: Diagnosis and Tests", clevelandclinic, Retrieved 22/1/2021. Edited.
  10. ^ أ ب "Gout", mayoclinic, Retrieved 22/1/2021. Edited.
  11. "The Diagnosis and Treatment of Gout", www.medscape.com, Retrieved 16/2/2021. Edited.
  12. "Basic Metabolic Panel (BMP)", labtestsonline, Retrieved 7/2/2021. Edited.
  13. "Rheumatoid Arthritis", labtestsonline, Retrieved 7/2/2021. Edited.
  14. "Rheumatoid Factor (RF)", labtestsonline, Retrieved 7/2/2021. Edited.
  15. "What to know about gout in the big toe", medicalnewstoday, Retrieved 22/1/2021. Edited.
  16. "Gout", cdc, Retrieved 22/1/2021. Edited.