يُعدّ مرض غريفز من أكثر الحالات الصحيّة المُسبّبة لفرط في نشاط الغدة الدرقيّة (Hyperthyroidism)؛ حيث تقوم فيه خلايا جهاز المناعة بمُهاجمة الغدّة الدرقيّة، ممّا يؤدي إلى فرط في إفراز هرموناتها المسؤولة عن استهلاك الجسم للطاقة في مُختلف أجهزة وأجزاء الجسم، وتجدر الإشارة إلى أهميّة المُباشرة بالعلاج عند التشخيص لما لمرض غريفز من مُضاعفات على العضلات، والعظام، والقلب، وحتّى الخصوبة.[١][٢]


فحوصات وتشخيص مرض غريفز

يعتمد تشخيص مرض غريفز على التاريخ المرضيّ والعائليّ للشخص، بالإضافة إلى فحص جسديّ يقوم به الطبيب لتقييم ما إذا كان هنالك أي من علامات وأعراض المرض، مثل: جحوظ العينين، أو تضخّم في الغدة الدرقيّة في الرقبة، إلّا أنّ العديد من الأشخاص لا تظهر عليهم أي من أعراض وعلامات المرض، ممّا يستدعي إجراء بعض الفحوصات والتحاليل للحصول على تشخيص صحيح: كتحاليل الدم للهرمونات التي تُساعد على تحديد نسب هرمونات الغدة الدرقية في الدم كالثايروكسين والهرمون المُنشّط للغدّة الدرقيّة وبالتالي تقييم عمل الغدّة، وتحاليل الأجسام المُضادّة الناتجة عن فرط عمل الجهاز المناعيّ، وفحص امتصاص اليود المُشعّ (Radioactive Iodine Uptake)، وغيرها من الفحوصات التصويريّة التي تُساعد على رؤية بنية وشكل الغدة الدرقيّة.[٣][٤]


تحاليل الدم

يتم إجراء بعض فحوصات الدم في حال الشك بإصابة الشخص بمرض غريفز أو لتأكيد التشخيص الأولي، كما وتُساعد أيضاً تحاليل الدم في تقييم علاج المرض ومدى تحسّن عمل الغدّة الدرقيّة، وفي ما يأتي بيان لفحوصات الدم التي قد يطلب الطبيب إجراءها:[٤]

  • تحليل الهرمون المنشط للغدة الدرقيّة TSH: وهو هرمون يتم إفرازه من الغدة النخاميّة (Pituitary Gland) بهدف التحكّم بإفراز الغدّة الدرقيّة لهرموناتها؛ فكما يدل اسم الهرمون فإنّ إفرازه يعمل على زيادة إنتاج الغدّة الدرقيّة للهرمونات، وفي حال كانت نسب هرمونات الغدّة الدرقيّة في الدم مفرطة أو أعلى من الوضع الطبيعيّ يتم وقف إفراز الهرمون المنشط للغدة الدرقيّة من الغدة النخاميّة، ويدل انخفاض نسبة هذا الهرمون في الدم عن الحد الأدنى الطبيعي على فرط نشاط الغدّة الدرقيّة، والذي من الممكن أن يكون سببه الإصابة بمرض غريفز.[٣][٥]
  • تحليل هرمونات الغدة الدرقيّة: أي الهرمونات التي يتم إفرازها من الغدة الدرقيّة، وأهمها هرمونا الثيروكسين T4 وثلاثيّ يود الثيرونين T3، وعادة ما تكون نسب هذه الهرمونات في الدم أعلى من الحد الطبيعيّ في حالات الإصابة بمرض غريفز نتيجة فرط عمل الغدّة الدرقيّة.[٤]
  • تحاليل الأجسام المُضادّة: ينتج جهاز المناعة عند الأشخاص المُصابين بمرض غريفز أجسام مُضادّة تهاجم أجزاء من الغدّة الدرقيّة، ممّا يؤدي إلى حدوث اضطرابات في الغدة وفي قدرتها على أداء وظائفها، ويُمكن إجراء تحاليل مخبريّة بهدف الكشف عن وجود هذه الأجسام المُضادّة، التي إذا كانت نتيجتها إيجابيّة قد تؤكّد تشخيص مرض غريفز، وهي:[٤][٦]
  • تحليل الغلوبيولين المناعي المُنشّط للغدة الدرقية (Thyroid stimulating immunoglobulin) واختصاراً TSI.
  • تحليل الأجسام المُضادة لإنزيم بيروكسيديز الدرقيّ (Anti-thyroid peroxidase antibody) واختصاراً Anti-TPO.
  • تحليل الأجسام المُضادة لمُستقبلات الهرمون المُنشط للغدة الدرقيّة (Thyroid stimulating hormone receptor antibody) واختصاراً TRAb.


امتصاص اليود المُشع

قد يطلب الطبيب عند الشك بإصابة شخص بمرض غريفز إجراء فحص لقياس امتصاص الغدة الدرقية لليود المُشع؛ حيثُ أنّ الغدة تمتص اليود من الدم لإنتاج هرموناتها، وبالتالي فإنّ امتصاص الغدة الدرقيّة لليود يزيد في حالات فرطها وفرط إفرازها للهرمونات، وخلال إجراء هذا الفحص يتم إعطاء الشخص كبسولة تحتوي على اليود المُشعّ لابتلاعها، ومن ثمّ يتم قياس كميّة اليود التي امتصته الغدة الدرقيّة عن طريق جهاز خاص، وعادة ما يدل ارتفاع نتيجة هذا الفحص عن النسب الطبيعيّة لامتصاص اليود على إصابة الشخص بفرط في عمل الغدة الدرقيّة، والذي قد يكون بسبب الإصابة بمرض غريفز.[٤][٧]


الفحوصات التصويريّة

من الممكن أن يتم إجراء بعض الفحوصات التصويريّة في حال الشك بالإصابة بمرض غريفز، كإجراء فحص تصوير الموجات فوق الصوتيّة عند النساء الحوامل لتقييم تدفّق الدم خلال الغدّة الدرقية؛ وذلك لأنّه لا يُمكن إجراء فحص امتصاص اليود المُشع لهذه الفئة،[٢][٨] كما قد يتم إجراء فحص تصوير الموجات فوق الصوتيّة لرؤية شكل وهيكل الغدة الدرقيّة وتحديد وجود خصائص مرض غريفز على الصورة كتضخّم الغدة الدرقيّة، وتُعد فحوصات صور الرنين المغناطيسي والتصوير المقطعي المحوسب أحد الفحوصات التي يمكن إجراؤها في حال الحاجة إليها لتشخيص مرض غريفز؛ كما هو الحال عند ظهور اعتلال العين الناجم عن داء غريفز الذي يتم فيه إجراء الفحص التصويريّ لتقييم عضلة العين وما إذا كان هناك انتفاخ بها.[٣][٩]


من يجب عليه الخضوع لهذه الفحوصات؟

هنالك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بداء غريفز؛ فالإناث أكثر عرضة للإصابة به من الذكور، كما أنّ مرض غريفز عادة ما يُصيب الأشخاص ما بين عمر 30-50 سنة، وتُعد الإصابة بأحد أمراض المناعة الذاتيّة كمرض السكّري من النوع الأول، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والداء البطني، بالإضافة لوجود تاريخ عائليّ بالإصابة بمرض غريفز من عوامل الخطورة،[١] وبشكل عام يُنصح الأشخاص بمُراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة لتشخيص مرض غريفز في حال الإصابة بإحدى المشاكل الصحيّة المُتعلّقة بالمرض، ومنها:[٣]

  • جحوظ العينين.
  • زيادة سماكة الجلد واحمراره في الساقين أو القدمين والذي من الممكن أن يكون اعتلال جلدياً ناتجاً عن داء غريفز.
  • ظهور أعراض وعلامات مرض غريفز، ومنها:
  • تضخم في الغدة الدرقيّة في الرقبة.
  • نقص غير مبرر في الوزن.
  • الإسهال.
  • ارتعاش في اليدين.
  • اضطرابات في النوم.
  • زيادة الحساسيّة للحرارة وزيادة التعرّق.


المراجع

  1. ^ أ ب disease is an autoimmune,the front of your neck. "Graves' Disease", NIDDK, Retrieved 22/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Graves’ Disease", Thyroid.org, Retrieved 22/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Graves' disease", Mayoclinic, Retrieved 22/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Graves Disease", Labtestsonline, Retrieved 22/1/2021. Edited.
  5. normal values are 0.5,0.7 to 1.9ng/dL. "What are Normal Thyroid Hormone Levels?", UCLA health, Retrieved 22/1/2021. Edited.
  6. "Thyroid Antibodies", Labtestsonline, Retrieved 22/1/2021. Edited.
  7. "Graves' Disease: Diagnosis and Tests", Cleveland Clinic, Retrieved 22/1/2021. Edited.
  8. "Radioactive Iodine Uptake Test", UOFM Health, Retrieved 22/1/2021. Edited.
  9. "How do I find out if I have Graves' disease?", WebMD, Retrieved 22/1/2021. Edited.