يعد مرض سيلياك أو الداء البطني، أو الذرب البطني، أو حساسية القمح (بالإنجليزية: Celiac disease) تفاعلًا مناعيًا يحدث عند تناول الغلوتين؛ وهو البروتين الموجود في القمح والشعير والجاودار، ويحفّز استجابة مناعية في الأمعاء الدقيقة تتلف بطانة الأمعاء بمرور الوقت، وبذلك فإنه يؤدي إلى ظهور أعراض عدة، كالإسهال، والتعب، وغيرهما، تعرف على الفحوصات المجراة لتشخيص هذا المرض.[١]
فحوصات مرض سيلياك
يبنى تشخيص مرض سيلياك على الأعراض السريرية بالإضافة إلى تحليل الأجسام المضادة في الدم، ويُوصى المريض بألّا يتوقف عن تناول الأغذية المحتوية على الغلوتين عند إجرائه للفحص فذلك يؤثر في صحة النتائج، بل عليه اتباع نظامه الغذائي المعتاد وعدم تغييره، حتى إن ظهرت الأعراض إلا بعد تشخيص حساسية الغلوتين من قبل الطبيب.[٢]
- فحص الأجسام المضادة: (بالإنجليزية: Serology Test) تسبب حساسية الجلوتين ارتفاعًا في أنواع معينة من البروتينات والأجسام المضادة كردة فعل مناعية للجلوتين، ويعطي هذا الاختبار مؤشرًا عن تركيز هذه الأجسام المضادة والبروتينات في الدم وأشهرها هما غلوبيولين مناعي ج (بالإنجليزية: Immunoglobulin IgG)، وغلوبيولين مناعي أ (بالإنجليزية: Immunoglobulin IgA) والذي يعطي نتيجة إيجابية عند 98% من مرضى سيلياك.[٣][٤]
من الممكن أن يعطي فحص الأنسجة نتيجة إيجابية خاطئة عند بعض المرضى المصابين بأمراض مناعية أخرى، مثل: مرض السكري من النوع الأول، ومرض هاشيموتو، ومرض الروماتيزم، من غير المصابين بسيلياك.
- الخزعة: تعتبر الخزعة من أكثر الفحوص التشخيصية دقة وتستخدم عادة في حال كانت نتيجة فحص الأجسام المضادة سلبية واستمرت ظهور أعراض حساسية القمح عند المريض، أو للتأكد من التشخيص النهائي وعادة ما تتضمن الخطوات الآتية:[٢][٤]
- إجراء الخزعة في المشفى من قبل طبيب مختص تحت تخدير موضعي بسيط.
- استئصال الخزعة الذي يكون باستخدام المنظار، وهو أنبوب رفيع يوجد في طرفه ضوء وكاميرا صغيرة للغاية.
- إدخال المنظار من قبل الطبيب عبر فم المريض بعناية حتى يصل الأمعاء الدقيقة ويتم أخذ العينة.
- فحص الخزعة في المختبر للتحقق من وجود صفات مرض سيلياك.
- الفحص الجيني: (بالإنجليزية: Genetic Test) ويعرف باسم فحص مستضدات كريات الدم البشرية (HLA-DQ2 and HLA-DQ8) والنتيجة السلبية لهذا الفحص تعطي مؤشرًا على عدم وجود مرض سيلياك، لا يعتبر هذا الفحص تشخيصيًا ولكنه يساعد على الوصول إلى التشخيص.[٥][٤]
فحوصات أخرى
هذه الفحوصات لا تعتبر تشخيصية لكنها تعطي علامات تساعد على التشخيص:[٦]
- فحص تعداد الدم الكامل: (CBC) يعطي مؤشرًا عن قوة الدم، ويعتبر فقر الدم من علامات مرض سيلياك.
- فحص بروتين سي التفاعلي: (CRP) ويعتبر هذا البروتين مؤشرًا جيدًا على وجود التهاب.
- فحص تركيز الفيتامينات: مثل فيتامين دال وفيتامين ب12 والفوليك أسيد، فإن نقص الفيتامينات هو إحدى علامات مرض سيلياك.
- فحوصات الحديد: وهي تركيز الحديد في الدم ومخزون الحديد والفيريتين حيث إن نقص الحديد هو إحدى علامات مرض سيلياك.
- معدل ترسيب كرات الدم الحمراء: (ESR) يمكن إجراء هذا الاختبار للكشف عن الالتهاب أحيانًا.
- فحص البراز الدهني: للمساعدة على الكشف عن سوء الامتصاص، ويجرى في حالات قليلة فقط.
- التنظير الكبسولي: (بالإنجليزية: Capsule endoscopy) هو إجراء طبي يُطلَب فيه من المريض بلع كاميرا صغيرة الحجم على شكل كبسولة لتلتقط آلاف الصور للجهاز الهضمي والأمعاء وترسلها إلى مسجل ليعاينها الطبيب.[٤]
التحسس الغلوتيني اللابطني
عادة ما ترتبط حساسية الغلوتين بمرض سيلياك إلا أن هناك أنواعاً أخرى من حساسية الغلوتين غير مرض سيلياك، من ضمنها التحسس الغلوتيني اللابطني (بالإنجليزية: Non-Celiac Gluten Sensitivity)، وتُظهر هذه الحساسية أعراضًا سريرية شبيهة بتلك التي يُظهرها مرض سيلياك مثل: الانتفاخ، والإسهال، والمغص، ويتم التفرقة بينهما من خلال الفحوصات التشخيصية المذكورة سابقًا، حيث إنّ التحسس الغلوتيني اللابطني غير مرتبط بتنشيط الجهاز المناعي للجسم -بعكس مرض سيلياك-، لذلك فإن المؤشرات المناعية مثل الأجسام المضادة وبعض البروتينات لا ترتفع في الدم عند الإصابة بالتحسس الغلوتيني اللابطني، وبهذا إن كانت نتيجة فحص الدم سلبية، فإن الطبيب يقترح تشخيص المريض بالتحسس الغلوتيني اللابطني.[٧]
من يجب عليه الخضوع إلى هذه الفحوصات؟
لأن أعراض سيلياك هي أعراض عامة تتشابه مع عدة أمراض، فينصح بإجراء الفحوصات التشخيصية عادة عند الفئات الآتية:[٨]
- الأطفال أكبر من 3 سنوات والبالغين في حال تاريخ عائلي للإصابة بمرض سيلياك.
- الأفراد الذين لديهم مشاكل في الخصوبة والحمل والإجهاض المتكرر.
- المصابون بأمراض الغدة الدرقية المناعية، أو مرض هاشيموتو (بالإنجليزية: Hashimoto’s Syndrome)، أو مرض جريفز (بالإنجليزية: Graves Disease).
- مصابو مرض السكري من النوع الأول.
- الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي.
- الذين يعانون من تليف الكبد الصفراوي.
- المصابون بمرض الربو أو مرض التصلب اللويحي.
- المصابون بمتلازمة داون، أو متلازمة تيرنر (بالإنجليزية: Turner Syndrome)، أو متلازمة ويليام (بالإنجليزية: William’s Syndrome)، وهنّ متلازمات جينية كروموسومية.
- الذين يعانون من مشاكل في كثافة العظام وقوتها، وضعف نمو مينا الأسنان.
المراجع
- ↑ "Celiac disease", Mayoclinic, Retrieved 6/2/2021. Edited.
- ^ أ ب "Diagnosis -Coeliac disease", nhs, Retrieved 20/1/2021.
- ↑ "ABOUT CELIAC DISEASE", celiac, Retrieved 19/1/2021.
- ^ أ ب ت ث "Celiac disease", mayo clinic, Retrieved 20/1/2021.
- ↑ "Celiac HLA DQ Association", labcorp, Retrieved 19/1/2021.
- ↑ "Celiac Disease", lab tests online, Retrieved 20/1/2021.
- ↑ "Non-Celiac Gluten Sensitivity: How to Diagnose and Differentiate it from Celiac Disease", CANDIAN CELIAC ASS..
- ↑ "Frequently Asked Questions", cureceliacdisease, Retrieved 20/1/2021.