يعد الجفاف حالةً صحيةً تتمثّل بانخفاض نسبة السوائل في جسم الشخص عن المعدل الذي يحتاجه، وفي حال عدم تداركها فقد تؤدي إلى مشاكل صحية جادّة، وتتراوح شدتها ما بين الخفيفة إلى الشديدة وذلك بناءً على كمية السوائل التي فقدها الجسم والتي لم يتم تعويضها.[١]


فحوصات الجفاف ونقص السوائل

في الحقيقة لا يوجد فحص محدد لتشخيص الجفاف أو انخفاض نسبة السوائل على نحو مباشر، بل يلجأ الأطباء عادةً لقياس تراكيز بعض المواد في سوائل الجسم المختلفة لمحاولة الاستدلال على كمية السوائل في الجسم، وذلك من خلال فحص تراكيز المواد في الدم والبول، كما يعتمد الأطباء بشكلٍ عام على الأعراض الجسدية الظاهرة لتشخيص الإصابة بالجفاف -والتي قد تشترك مع حالات صحية أخرى-، بما فيها: التعب، والعطش، وجفاف الجلد والشفتين، والبول الداكن أو انخفاض كمية البول، والصداع، وتشنجات العضلات، والدوار، والإغماء،[٢] كما من الممكن أن يترافق الجفاف ببعض التغيرات في ضغط الدم، وسرعة خفقان القلب، ونقص تدفق الدم إلى أطراف المصاب في بعض الحالات،[٣] وفيما يأتي سنبيّن أهم الفحوصات التي تستخدم لمعرفة نسب السوائل في الجسم والمساعدة على تشخيص حالات الإصابة بالجفاف:


فحوصات الدم

يوصي الطبيب بإجراء فحص الدم لقياس تراكيز بعض المواد الكيميائية الموجودة في الدم التي يطلق عليها اسم أملاح الجسم، مثل فحص البوتاسيوم والصوديوم، وهي معادن كيميائية تحمل شحنةً معيّنة وتدخل في العديد من العمليات الحيوية في الجسم، وتشير تراكيز هذه المواد في الدم إلى نسبة السوائل الموجودة في الجسم، مما يجعلها مؤشّرًا فعّالًا لمدى تعرض الشخص إلى الإصابة بالجفاف.[٤]


فحوصات البول

يمكن من خلال نتائج فحوصات البول الاستدلال على حالة البول وخصائصه الفيزيائية بشكلٍ مباشر إلى كمية السوائل في الجسم، ويمكن أن يستدل الطبيب على حالة الإصابة بنقص السوائل في الجسم من خلال إجراء فحص للبول يسمى فحص الكثافة النوعية (Specific Gravity)، وهي خاصية فيزيائية للبول تعبّر عن مدى تركيزه، وبالتالي الاستدلال على نسبة السوائل في الجسم، حيث تشير الكثافة النوعية المنخفضة للبول بأنّ تركيزه منخفض، مما يعني أنه يحتوي على كميات كبيرة من الماء بالنسبة إلى المواد الكيميائية الذائبة فيه، ويشير هذا إلى أن نسبة السوائل في الجسم بشكل عام عالية وضمن المعدل الطبيعي، أما في حالة الجفاف فتكون الكثافة النوعية للبول عالية، أي أنّه مركّز وكمية المواد الكيميائية الذائبة فيه عالية بالنسبة إلى كمية الماء.[٥]


فحوصات وإجراءات أخرى

فيما يأتي بعض الفحوصات الأخرى التي من الممكن أن يلجأ إليها الطبيب لتشخيص الإصابة بالجفاف أو معرفة شدته أو أسبابه:

  • فحص نسبة السكر في الدم: يجرى فحص نسبة السكر في الدم لمرضى السكري للاستدلال على كمية السوائل في أجسامهم، حيث تشير تراكيز السكر العالية في الدم إلى انخفاض كمية السوائل مما يعني إمكانية الإصابة بالجفاف، خاصّةً أنّ ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم عند مرضى السكري لفترات طويلة من الممكن أن يحفز الكلى على طرحه في البول لتخفيض تراكيزه، ويترافق معه طرح الماء أيضًا لتيسير إخراجه من خلال البول، فيتسبب هذا في طرح كميات كبيرة من الماء من الجسم، والتي من الممكن أن تؤدي إلى الإصابة بالجفاف في بعض الحالات.[٦]
  • قياس ضغط الدم: حيث من الممكن أن ينخفض ضغط الدم عند الوقوف بعد الاستلقاء لفترة طويلة في حالات الإصابة بنقص السوائل أو الجفاف.[١]
  • ملاحظة تغيّر لون الأطراف: حيث يجري ملاحظة تغير لون أصابع اليد إلى اللون الأبيض بعد الضغط عليها بدلًا من اللون الوردي المعتاد.[١]
  • اختبار مرونة الجلد: حيث تنخفض مرونة الجلد في حالات الإصابة بالجفاف، ويلاحظ الطبيب ذلك من خلال قرص أحد مفاصل أصابع اليد، ومراقبة المدة الزمنية التي يستغرقها الجلد ليعود إلى مكانه وشكله السابق، وعادةً ما يستغرق هذا وقتًا أطول من المعتاد في حالات الإصابة بالجفاف منه في الحالات الطبيعية.[١]
  • ملاحظة سرعة خفقان القلب: حيث تزداد سرعة خفقان القلب عادةً في حالات الإصابة بالجفاف.[١]


من يجب عليه الخضوع لفحوصات تشخيص الجفاف؟

من المهم الحرص على إجراء الفحوصات اللازمة لتشخيص الجفاف الشخص في حال ظهور أيّ من أعراضه أو إن كان الشخص عرضة للإصابة به، سواءً كان طفلًا أو شخصًا بالغًا، ومن ذلك:[٧]

  • الأشخاص المصابون بمرض السكري.
  • الأشخاص الذين يعانون من القيء أو الإسهال.
  • التعرّض لضربة شمس نتيجةً للتعرض للشمس القوية المباشرة لفترة طويلة.
  • التعرّق كثيرًا بعد إجراء تمارين رياضية.
  • التعرّض لارتفاع درجة حرارته أكثر من 38 درجة مئوية.
  • استخدام أحد أنواع الأدوية المدرّة للبول.
  • ملاحظة ظهور علامات الجفاف، ومنها:
  • الشعور بالعطش.
  • تغيّر لون البول إلى الأصفر الداكن وتغيّر رائحته إلى رائحة قويّة أكثر من المعتاد.
  • الشعور بالدوخة.
  • الشعور بالتعب.
  • جفاف الفم، والشفتين، والعينين.
  • انخفاض عدد مرات التبول إلى أقل من 4 مرات يوميًّا، أو انخفاض كمية البول بشكلٍ كبير عن المعتاد.
  • شرب الكحول.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج Neil K. Kaneshiro (7/8/2019), "Dehydration", ufhealth, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  2. Kory Taylor; Elizabeth B. Jones (22/4/2020), "Adult Dehydration", ncbi, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  3. "Dehydration", mayoclinic, 19/9/2019, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  4. " Dehydration ", medlineplus, 1/10/2020, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  5. Adam Husney (23/9/2020), "Urine Test", cham, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  6. "Dehydration and Diabetes", diabetes, 15/1/2019, Retrieved 21/1/2021. Edited.
  7. " Dehydration", nhs, 9/8/2019, Retrieved 21/1/2021. Edited.