لا ترتبط معظم الأمراض المنقولة جنسيّاً بأعراض معيّنة، لذا فإنّ الفحص الروتيني الموجّه للمرضى الذين لديهم عوامل خطر للإصابة هام جداً للحد من انتقاله إلى الآخرين، وعلاجه قبل حدوث أي مضاعفات.[١]
فحوصات وتشخيص الأمراض المنقولة جنسيًا
فحص الكلاميديا والسّيلان
يعد فحص الكلاميديا (بالإنجليزيّة: Chlamydia test) وفحص السّيلان (بالإنجليزيّة: Gonorrhea test) من الفحوصات المجراة للكشف عن الإصابة بكل من مرض الكلاميديا؛ وهو من الأمراض الشائعة المنتقلة عن طريق الجنس بسبب عدوى بكتيريّة تسمى المتدثرة الحثرية (بالإنجليزيّة: Chlamydia trachomatis)، بالإضافة إلى مرض السّيلان؛ الذي تسبّبه عدوى بكتيريّة تسمى النَيْسَرِيّة البنية (بالإنجليزيّة: Neisseria gonorrhoeae) وينتقل عن طريق الجنس أيضًا، وكلاهما يجريان عن طريق فحص المادة الوراثية للبكتيريا المسبّبة للمرض حيث تؤخذ عيّنة من مهبل المرأة، أو عن طريق فحص البول لكلا الجنسين، ويعتبر هذا الفحص من أدق الفحوصات للكشف عن هذين المرضين وتشخيصهما، وكما ذكرنا سابقًا عدم وجود أي أعراض أو علامات للمرض لا يعني عدم وجود المرض فهذان الفحصان مهمتها التأكد من السّلامة الصحيّة للفرد.[٢][٣]
فحص الزّهري
يعد فحص الأجسام المضادة للزهري من الفحوصات المجراة للكشف عن مرض الزّهري (بالإنجليزيّة: Syphilis disease)، وهو عدوى بكتيريّة تسمّى الجرثومة الملتوية اللولبية الشاحبة (بالإنجليزيّة: Treponema pallidum)، وغالبًا ما ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي كما أنها قد تنتقل من الأم الحامل لجنينها، تتبعها مضاعفات عدة إن لم يتم علاجها، وفي معظم الفحوصات المجراة تُسحب عينة دم من المريض، ويمكن بيان أنواعها فيما يأتي:[٤][٥]
- فحوصات الأجسام المضادة: وهي أغلب الفحوصات المتبّعة لتشخيص المرض تقوم على البحث عن الأجسام المضادة التي ينتجها جهاز المناعة أثناء استجابته لهذه العدوى، وهناك نوعين من فحوصات الأجسام المضادة:
- اختبار الأجسام المضادة غير الّلولبية: (بالإنجليزيّة: Nontreponemal antibody test) هو فحص عام يعتمد على وجود نوع معين من الأجسام المضادة ينتجه الجسم في حال الإصابة ببكتيريا الزهري وحالات أخرى، لذا فهو لا يعتبر فحصًا دقيقًا، ومن الممكن أن يعطي نتائج خاطئة لمرض الزهري بسبب الحمل مثلًا أو إصابة المريض بمرض لايم (بالإنجليزيّة: Lyme disease) وغيرها، لذا في حال كانت نتيجته إيجابية تتبعه فحوصات أخرى للتأكد من تشخيص الإصابة بالزّهري.
- اختبار الأجسام المضادة اللّولبية: (بالإنجليزيّة: Treponemal antibody tests) هو فحص يعتمد على وجود الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم في حال الإصابة بمرض الزهري، لذا يعتبر فحصًا دقيقًا جدًا ونتائجه صحيحة.
- فحوصات المادة الوراثيّة للبكتيريا: وهي الفحوصات الأقل استخدامًا، وتعتمد على الكشف عن وجود المادة الوراثيّة للبكتيريا المسببة للمرض.
فحص فيروس نقص المناعة المكتسبة
فحص فيروس نقص المناعة المكتسبة (بالإنجليزيّة: Human immunodeficiency virus test) هو من الفحوصات المجراة للكشف عن مرض الإيدز (بالإنجليزيّة: Acquired immunodeficiency syndrome) ويعرف اختصارًا بAIDS، يسبّبه فيروس العوز المناعي البشري ويعرف اختصارًا بHIV، ويعتمد فحص الفيروس إما على كشف وجود مولد الضد (بالإنجليزيّة: Antigen) الخاص بالفيروس -وهو أي جزء من الفيروس يحفّز جهاز المناعة لإنتاج أجسام مضادة-، أو وجود الأجسام المضادة في الدم -التي ينتجها الجسم أثناء استجابته لهذه العدوى-، وفي كلا الحالتين تُسحب عيّنة دم من المريض، وحقيقة لا توجد طرق أخرى للكشف عنه بدون فحص، حيث تبدأ أعراضه بأعراض مشابهة للزّكام، ويتطور لحالات خطرة في حال عدم معالجته، قد تصل إلى تدمير جهاز المناعة المسؤول عن الدفاع عن الجسم، وفي حالة كانت نتيجته إيجابية تتبعه عدة فحوصات للتأكد من التشخيص.[٦][٧]
فحوصات التهاب الكبد الفيروسي ب و ج
فحص التهاب الكبد الفيروسي ب (بالإنجليزيّة: Hepatitis B) والتهاب الكبد الفيروسي ج (بالإنجليزيّة: Hepatitis C) من الفحوصات المجراة للكشف عن الإصابة بمرض التهاب الكبد الفيروسي ب و ج وهو مرض يصيب الكبد بسبب عدوى فيروسيّة، حيث كلاهما ينتقلان عن طريق الاتصال الجنسي، ويعتمد الفحص على الكشف عن وجود الأجسام المضادة لهما، وحقيقة لا يوجد للمرض أي أعراض إلا في مراحله الأخيرة، كما أنّ اللّقاح متوفر لكلا النوعين.[٨][٩]
فحص مرض الهربس التناسلي
فحص الهربس التناسلي (بالإنجليزيّة: Genital herpes test) من الفحوصات المجراة للكشف عن الإصابة بمرض الهربس التناسلي، وهو مرض ينتقل جنسيًّا يسبّبه فيروس الهربس البسيط (بالإنجليزيّة: Herpes simplex virus)، وغالبًا لا يُظهر المريض أي أعراض للإصابة به، لذلك أوصت منظمة مكافحة الأمراض والسيطرة عليها CDC بعدم اللّجوء لأي فحوصات لهذه العدوى الفيروسيّة في حال غياب الأعراض تمامًا عن المريض، كما أنّ احتماليّة الخطأ في النتائج الإيجابية للفحص ممكنة جدًا، ولكنّ فحص مرض الهربس يبقى مفيدًا في بعض الحالات منها:[١٠]
- وجود أعراض ترتبط بمرض الهربس.
- إقامة علاقة مع شخص لديه مرض الهربس التناسلي.
- القيام بالفحص العام للأمراض المنتقلة عن طريق الجنس.
فحص فيروس الورم الحليمي البشري
فحص فيروس الورم الحليمي البشري (بالإنجليزيّة: Human Papillomavirus test) من الفحوصات المجراة للكشف عن فيروس الورم الحليمي البشري حيث يعرف اختصارًا ب HPV، وهو عبارة عن مجموعة من أكثر من 150 فيروسًا تختلف بمستويات الخطورة بينها، في حين أنّ أغلبها لا يسبّب أي مشاكل، فقد تسبب أنواع منها سرطان عنق الرحم أو بثورًا في الأعضاء التناسلية، ويتعرض الكثير من الأشخاص النشطين جنسيّاً لهذا الفيروس خلال حياتهم، ولكن بدون ظهور أي أعراض يختفي الفيروس خلال سنتين، وفي حين عدم وجود فحص تشخيصي للرجال إلا عن طريق الفحص السريري أو خزعة، توجد طريقتان لتشخيص هذا المرض لدى النساء:[٩][١١]
- فحص لطاخة عنق الرحم: لاكتشاف أي شذوذ في أنسجة عنق الرحم للنساء اللواتي أعمارهن بين 21- 65 وينصح إعادته كل ثلاث سنوات.
- اختبار فيروس الورم الحليمي البشري: ينصح به الطبيب في حال وجود نتائج غير طبيعيّة في الفحص السابق للأعمار بين 21- 30، أما من تجاوزن 30 عامًا فينصح به متزامنًا مع الفحص السّابق.
فحص داء المشعرات
فحص داء المشعرات (بالإنجليزيّة: Trichomoniasis test) من الفحوصات المجراة للكشف عن مرض داء المشعرات، وهو عدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي بسبب طُفيل مجهري، والطفيل يكون إمّا نبات أو حيوان مجهري يحصل على غذائه من خلال العيش في كائنات أخرى حاضنة له، وهو مرض منتشر بين النساء أكثر من الرجال، ويجرى هذا الفحص للكشف عن وجود الطفيلي في الجسم حتى من غير وجود أي أعراض، وبمجرّد تشخيصه يكون من السّهل علاجه.[١٢]
الفحص المنزلي للأمراض المنقولة جنسيّا
تقوم مجموعة الاختبارات المنزليّة على فحص أمراض عدّة منها نقص المناعة المكتسبة، والكلاميديا، والسّيلان، وذلك لسهولة القيام بها، فتكفي عينة من البول أو مسحة من الفم أو من الأعضاء التناسليّة لإجراء الفحص، وفي ذلك حفاظ على خصوصيّة المريض أيضًا، ولكن في هذا النوع من الفحوص ترتفع نسبة النتائج الإيجابيّة الخاطئة لذلك من الأفضل في جميع الأحوال التواصل مع الطبيب للتأكد من النتائج.[٩]
من يتوجب عليه الخضوع لهذه الفحوصات
يوصى بخضوع الأفراد الآتي ذكرهم لهذه الفحوصات:[١]
- من ظهرت عليه أي من أعراض الأمراض المنقولة جنسيًّا، مثل الإفرازات المهبلية، وإفرازات مجرى البول، وأمراض الأعضاء التناسلية التقرحية، وأمراض الأعضاء التناسلية غير التقرحية، وآلام الحوض.
- من شكّ باحتمالية تعرّضه لأحد الأمراض المنقولة جنسيًّا، ولو لم تظهر عليه أي أعراض تدل عليها.
- إصابة الشريك بمرض ينتقل جنسيًّا.
المراجع
- ^ أ ب Khalil G Ghanem, PhDSusan Tuddenham. (4/12/2020), "Screening for sexually transmitted infections", Up to date, Retrieved 14/2/2021. Edited.
- ↑ "Chlamydia Testing", LAB TESTS ONLONE, Retrieved 28/1/2021. Edited.
- ↑ "Gonorrhea Testing", Lab test online, Retrieved 28/1/2021. Edited.
- ↑ "Syphilis Tests", Lab Test Online , Retrieved 29/1/2021. Edited.
- ↑ "Syphilis Tests", MICHIGAN MEDICINE, Retrieved 9/2/2021. Edited.
- ↑ "HIV Tests", Lab test online , Retrieved 29/1/2021. Edited.
- ↑ "HIV Testing", WebMD, Retrieved 9/2/2021. Edited.
- ↑ "Screening for sexually transmitted infections", UpToDate, Retrieved 29/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "STD testing: What's right for you? Print", Mayo Clinic, Retrieved 29/1/2021. Edited.
- ↑ "Genital Herpes Screening FAQ", CDC, Retrieved 29/1/2021. Edited.
- ↑ "Human papillomavirus (HPV)", NHS, Retrieved 9/2/2021. Edited.
- ↑ "Trichomoniasis Test", MedlinePlus, Retrieved 9/2/2021. Edited.