يعتبر مرض الذئبة (Lupus) أحد أمراض المناعة الذاتية، والذي يهاجم فيه الجهاز المناعي خلايا الجسم وأجهزته المختلفة عن طريق الخطأ، مما يؤدي إلى حدوث ضرر كبير وتلف في الجسم، ويمكن أن يظهر على المريض العديد من الأعراض التي تختلف في طبيعتها وشدتها من شخص إلى آخر وذلك بحسب الجزء الذي هاجمه الجهاز المناعي، وإلى الآن لا يوجد أي سبب معروف للإصابة بمرض الذئبة.[١]


فحوصات تشخيص مرض الذئبة

توجد العديد من التحديات التي تواجه الأطباء عند تشخيص مرض الذئبة، وذلك لأن مرض الذئبة لديه العديد من الأعراض التي تحاكي أعراض عدة أمراض مختلفة، كما قد تظهر تارة وتختفي تارة أخرى، إضافة إلى أنه لا يوجد اختبار تشخيصي واحد يمكن أن يستخدم لتشخيص مرض الذئبة، وكذلك يمكن أن تدل نتائج الاختبارات الإيجابية على الإصابة بأمراض أخرى غير مرض الذئبة، لذا يعتمد معظم الأطباء العديد من الاختبارات والمعايير لتشخيص مرض الذئبة، وفي ما يأتي ذكر لأهم أنواع الفحوصات المستخدمة في التشخيص:[٢]


فحوصات مخبرية

تساعد الفحوصات المخبرية على تأكيد تشخيص الإصابة بمرض الذئبة إذ إن بعض المؤشرات الحيوية الموجودة في الدم تعطي العديد من المعلومات حول بعض الأمراض المناعية، كما أن اختبارات البول تساعد على الكشف عن مرض الذئبة الذي يؤثر في الكلى، وسنذكر فيما يأتي أهم الفحوصات المخبرية التي تساعد على تشخيص مرض الذئبة:[٣][٤]


فحوصات الدم

يمكن بيان أهم فحوصات الدم المستعدة على تشخيص الذئبة فيما يأتي:[٣][٤]

  • فحص العامل المضاد للنواة: (Antinuclear antibody-ANA) توجد هذه الأجسام المضادة في حوالي 95% من الأشخاص المصابين بمرض الذئبة وعادة ما يستخدم الأطباء هذا الفحص كأداة مبدئية لتشخيص مرض الذئبة، ومع ذلك فإن وجود الأجسام المضادة في الجسم وحده لا يكفي لتشخيص مرض الذئبة، إذ يمكن أن تظهر هذه الأجسام المضادة في العديد من الأمراض الأخرى، كما قد يعطي الاختبار نتيجة إيجابية لمن هم غير مصابين بالمرض، لذا يمكن الأخذ بعين الاعتبار نتيجة هذا الفحص لتشخيص مرض الذئبة بالترافق مع عدة معايير أخرى.
  • فحص العامل المضاد للفسفوليبيد: (Antiphospholipid antibodies-aPL antibodies) توجد هذه الأجسام المضادة في 50 إلى 60% من الأشخاص المصابين بمرض الذئبة، ويمكن أن يوجد نتيجة لعدة أمراض أخرى، لذا فإن وجوده وحده لا يكفي لتشخيص مرض الذئبة، ويمكن أن تساعد النتيجة الإيجابية على تحديد الفئات التي لديها مخاطر معينة تتطلب العلاج الوقائي والمراقبة، كجلطات الدم أو الإجهاض أو الولادة المبكرة وغيرها.
  • فحص العامل المضاد لسميث: (Anti-Smith antibody-Anti-Sm) توجد هذه الأجسام المضادة في حوالي 20-30% من الأشخاص المصابين بمرض الذئبة وهي عبارة عن أجسام مضادة موجهة ضد بروتين موجود في نواة الخلية، ومن الجدير بالذكر أن هذه الأجسام المضادة توجد في أقل من 1% من الأشخاص غير المصابين بمرض الذئبة، لذا يمكن أن يساعد هذا الفحص على تأكيد تشخيص الإصابة بمرض الذئبة.
  • الأجسام المضادة للحمض النووي المزدوج: (Anti-dsDNA) توجد هذه الأجسام المضادة الموجهة ضد الحمض النووي المزدوج في حوالي 75-90% من الأشخاص المصابين بمرض الذئبة، ومن الجدير بالذكر أنه يمكن استخدام هذا الفحص لقياس شدة نشاط المرض، إذ يرتفع عدد هذه الأجسام المضادة مع ازدياد شدة المرض، كما أن ارتفاع عدد هذه الأجسام المضادة يدل على زيادة خطر الإصابة بالتهاب الكلى الذئبي.
  • أضداد متلازمة شوغرين: هناك نوعان من أضداد متلازمة شوغرين هما (Anti-Ro (SSA)) و(Anti-La (SSB)) وتوجد هذه الأضداد في حوالي 30-40% من المصابين بمرض الذئبة، كما أنهما يوجدان في الأشخاص المصابين بمتلازمة شوغرين، إذ يوجد (Anti-Ro) في حوالي 70% من الأشخاص المصابين بمتلازمة شوغرين، بينما يوجد (Anti-La) في حوالي 35% فقط من الأشخاص المصابين بمتلازمة شوغرين، لذا يصعب الاعتماد على هذا الفحص لتشخيص مرض الذئبة وإنما يمكن استخدامه لتشخيص بعض الأمراض المناعية الأخرى.
  • معدل ترسيب كريات الدم الحمراء: (Erythrocyte Sedimentation Rate-ESR) يقيس هذا الفحص معدل ترسيب خلايا الدم الحمراء، وكلما زادت هذه السرعة دل على وجود الالتهاب، وفي العادة يستخدم الأطباء هذا الاختبار لقياس مدى نشاط مرض الذئبة واستجابة جسم المريض للعلاج.
  • فحوصات الأجسام المضادة الأخرى: هناك عدة فحوصات أخرى للأجسام المضادة يمكن إجراؤها لتأكيد تشخيص مرض الذئبة، مثل:[٥]
  • فحص Anti-RNP والذي قد يعطي نتيجة إيجابية لدى مرضى الذئبة.
  • فحص الأجسام المضادة للكروماتين (Anti-chromatin antibodies) والذي يستخدم للمرضى إيجابيي فحص العامل المضاد للنواة ولكنهم سلبيو فحص الأجسام المضادة للحمض النووي المزدوج.
  • فحص الأجسام المضادة للهستون (Histone antibodies) وذلك عندما يكون مرض الذئبة ناتجًا عن تناول دواء معين.
  • فحوصات أخرى: هناك عدة فحوصات روتينية أخرى قد يوصي بها الطبيب مثل:[٥][٦]
  • فحص تعداد الدم الكامل والذي قد يكشف عن فقر الدم وانخفاض عدد خلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية.
  • فحص لوحة التمثيل الغذائي الشاملة الذي يشير إلى الحالة الصحية للكبد وللكلى.
  • الفصل الكهربي لبروتين المصل وفحص بروتين سي التفاعلي (C-reactive protein) والذين يدلان على بعض الأمراض الالتهابية.
  • فحص كريوجلوبولين (Cryoglobulin).
  • فحوصات تخثر الدم.


فحوصات البول

يعتبر فحص البول من أهم فحوصات مرض الذئبة وذلك لأن مرض الذئبة قد يهاجم الكليتين لدى المريض دون أن تظهر عليه أعراض أو علامات أخرى، وفي العادة تكشف فحوصات البول عما يسمى بأسطوانات الخلايا وهي عبارة عن أجزاء من الخلايا تتم إزالتها عندما يتم تصفية الدم، بالإضافة للكشف عن وجود البروتينات في البول.[٦]


صور إشعاعية

قد يطلب الطبيب بعض الصور الإشعاعية للقلب والرئتين عندما يؤثر مرض الذئبة في القلب أو الرئتين، إذ تظهر صورة الصدر بواسطة الأشعة السينية بعض المناطق المظلمة في الرئة مما يدل على وجود سائل أو التهاب في الرئة، كما أن إجراء مخطط لصدى القلب قد يساعد الطبيب بالتحقق من وجود مشاكل في الصمامات أو أي أجزاء أخرى من القلب.[٧]


الخزعة

تعتبر الخزعة من الإجراءات الجراحية البسيطة التي يتم فيها أخذ عينة من الأنسجة وفي حالات مرض الذئبة غالبًا ما تؤخذ من أنسجة الكلية أو الجلد، ثم يوضع هذا النسيج تحت المجهر لملاحظة أي علامات تدل على إصابة الشخص بمرض مناعي ذاتي، كما أن الخزعة تساعد على تأكيد تشخيص مرض الذئبة بالإضافة إلى أنها تساعد على اختيار العلاج المناسب للمرض.[٨][٧]


الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض الذئبة

يمكن لأي شخص أن يكون عرضة للإصابة بمرض الذئبة، ولكن هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بمرض الذئبة، وفي ما يأتي ذكر لهذه العوامل:[٧][١]

  • الجنس: تعتبر النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بمرض الذئبة.
  • العمر: يمكن أن يصيب مرض الذئبة الأشخاص في أي عمر ولكن يزداد خطر الإصابة به بين سن 15-45 عامًا.
  • العرق: يعتبر مرض الذئبة أكثر شيوعًا عند الأمريكيين من أصل أفريقي والأمريكين من أصل آسيوي أو إسباني، إذ إن الذئبة أكثر شيوعًا مرتين إلى ثلاث في النساء من أصل أفريقي أمريكي عن باقي النساء الأمريكيات.

المراجع

  1. ^ أ ب "Lupus ", medlineplus, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  2. "How lupus is diagnosed: An overview", lupus, 19/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Lab Tests for Lupus ", webmd, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "What is lupus?", medicalnewstoday, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Lupus", labtestsonline, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "Lab tests for lupus", lupus, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "lupus", mayoclinic, Retrieved 19/1/2021. Edited.
  8. "Diagnosing and Treating Lupus", cdc, Retrieved 19/1/2021. Edited.