فحوصات الثلث الأول من الحمل
في بداية فترة الحمل وخلال الزيارة الأولى للطبيب والتي غالبًا ما تكون خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، أي من الأسبوع الأول إلى الثاني عشر، سيوصي الطبيب بإجراء العديد من الفحوصات للتأكد من صحة الحامل وجنينها، والتأكد من عدم وجود أي عدوى أو حالات مرضية من الممكن أن تضر بهما، ونقدم لمحة عامة عن أبرز هذه الفحوصات.[١][٢]
فحوصات عامّة للحامل
هناك العديد من الفحوصات التي يمكن أن يوصي بها الطبيب للحامل خلال الثلث الأول من الحمل، وتاليًا بيانها:
فحص الحمل
تؤخذ عينة دم أو بول من الحامل بحثًا عن هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرِيّة (Human chorionic gonadotropin-hCG) الذي ينتَج في المشيمة وتزداد كميّته في الأسابيع الأولى من الحمل، ويجرى للتأكد من حدوث الحمل وثباته، كما قد يساعد هذا الاختبار على تتبع المشاكل أثناء الحمل، ومنها الحمل خارج الرحم، فقد يجرى مع اختبارات أخرى لاستبعاد هذه الحالة.[٣]
فحص الدم
يكون من خلال أخذ عيّنة دم من الحامل وذلك لتحديد نوع زمرة دمها، ونوع العامل الريسوسي (Rh)، لمعرفة ما إن كان هناك اختلاف بين زمرتها وزمرة جنينها المحتملة قد يؤثر في الأجنة في أحمالها اللاحقة إن لم يتّخذ الإجراء المناسب في وقته المناسب،[٤] وبالإضافة لما سبق يجرى فحص الدم لمعرفة عدد خلايا الدم الحمراء، والتأكد من عدم وجود أي أمراض مثل: نقص المناعة المكتسبة (Human immunodeficiency virus-HIV)، والتهاب الكبد الوبائي ب (Hepatitis B)، ومرض الزهري (Syphilis)، والتليف الكيسي، وضمور العضلات الشوكي (Spinal Muscular Atrophy) وغيرهم من الأمراض، وأيضًا التحقق من وجود مناعة لدى الجنين من الحصبة والجدري.[١]
فحص البول
يُطلب فحص البول للتأكد من عدم وجود أي علامات للعدوى في الكلى، في حين تؤخذ عينات بول من الحامل دوريًا للكشف عن نسبة السكر والبروتين فيه، حيث قد يشير ارتفاع نسبة السّكر إلى إصابة الحامل بسكري الحمل أما ارتفاع البروتين فقد يشير إلى مقدمات الارتعاج،[٥] كما أوصت العديد من المنظمات من ضمنها لجنة الخدمات الوقائية الأمريكية بضرورة الكشف عن كميّة البكتيريا الموجود في عيّنة البول، لارتباطها بالبيلة الجرثومية عديمة الأعراض (Asymptomatic bacteriuria)، والتي فيها تمتلك المرأة كميات مرتفعة من البكتيريا وفي الوقت ذاته لا تعاني من أي أعراض مرتبطة المسالك البولية، مثل الألم أو الحاجة الملحة للتبول.[١]
فحوصات لصحّة الجنين
هناك العديد من الفحوصات التي يمكن أن يوصي بها الطبيب للكشف عن صحة الجنين خلال الثلث الأول من الحمل، وتاليًا بيانها:
فحص الدم
فحص الدم أو ما يسمى بفحص المصل وفيه تؤخذ عيّنة من دم الحامل للكشف عن وجود نوعين من المواد لديها، الأول هو البروتين البلازمي أ المرتبط بالحمل (Pregnancy associated plasma protein A)، والثاني هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرِيّة، وكلاهما يُنتجان في المشيمة في مراحل الحمل الأولى، وترتبط المستويات غير الطبيعية لهما بزيادة خطر وجود خلل كروموسومي لدى الجنين، مثل وجود نسخة إضافية من كروموسوم 21 حيث ينشأ عنه ما يعرف بمتلازمة داون.[٦]
فحص الموجات فوق الصوتية-السونار
فحص الموجات فوق الصوتية أو الألتراساوند (Ultrasound) هو فحص باستخدام الموجات فوق الصوتية لقياس الشفافية القفوية (Nuchal translucency)، وهي المساحة المملوءة بالسائل خلف عنق الجنين، وإنّ الزيادة في كميّة السّائل القفوية تعني أنّ الجنين أكثر عرضة لوجود خلل كروموسومي أو تشوه خلقي في القلب، والعديد من المتلازمات الوراثية، ويُجرى هذا الفحص عادة بين الأسبوع الحادي والرابع عشر من الحمل.[٢][٧]
فحص الحمض النووي الخالي من الخلايا قبل الولادة
فحص الحمض النووي الخالي من الخلايا قبل الولادة (Cell-free fetal DNA) هو فحص اختياري، ومن خلاله تُفحص المادة الوراثيّة للجنين الموجودة في دم الحامل للكشف عن إمكانية إصابة الجنين بأي خلل كروموسومي،[٨] كما يستطيع تحديد جنسه أيضًا،[٢] وفي حين أنّه لا يعطي نتيجة مضمونة أو دقيقة تمامًا فإنّه يلزم إجراء اختبارات تشخيصية أخرى إذا كانت نتائج هذا الفحص غير طبيعية، ويمكن البدء بالقيام به من الأسبوع العاشر للحمل،[٨][٤] ويُقصد بالخلل الكروموسومي هنا هو زيادة في نسخ الكروموسومات نسخة واحدة، فالأصل وجود نسختين لكل كروموسوم ولكت في التثلث الصبغي الذي يحدث نادرًا، توجد 3 نسخ من الكروموسومات 13، أو 18، أو 21، بحيث يشير كل منها إلى حالة مرضية مختلفة، هي متلازمة إدواردز، ومتلازمة باتو، ومتلازمة داون على التوالي.[٨]
فحص الزغابات المشيميّة
فحص الزغابات المشيميّة (Chorionic villus sampling) حيث تُفحص خلايا من المشيمة في حالات محددة فقط بين الأسبوع العاشر والثالث عشر من الحمل،[٥] من أجل تأكيد تشخيص وجود أي خلل كروموسومي بعد إظهار الفحوصات الأخرى نتائج غير طبيعية،[٦] حيث يعطي هذا الفحص نتائج دقيقة في استبعاد العيوب الخلقية أو إثباتها، ويعد خيارًا تشخيصيًا أخيرًا لأنّه ينطوي على خطر حدوث الإجهاض بنسبة 1%.[٤]
الفحوصات الاختيارية
فحوصات اختياريّة تعتمد على الحالة الصحيّة والتاريخ العائلي المرضي للمرأة الحامل تتضمن ما يأتي:[١]
- فحص الهرمون المنشّط للغدة الدرقيّة: لمن لديها تاريخ بأمراض الغدة الدرقيّة.
- فحوصات متلازمة تورش: (TORCH syndrome) لفحص بعض الأمراض المعدية التي يمكن أن تسبب تشوهات خلقية عند الطفل إذا أصيبت الأم بها أثناء الحمل، كداء المقوسات، وفيروس الهربس البسيط، وغيرها.
- فحص الجدري: للتحقق من وجود مناعة لدى الحامل ضد الجدري واتخاذ الإجراء المناسب بناء على ذلك.
- فحص التهاب المهبل الجرثومي: (Bacterial Vaginosis) في حال وجود أي أعراض على الحامل.
- فحص سكر الدم أو الهيموجلوبين السّكري: يجري الطبيب فحص مرض السكري الذي تكون الحامل مصابة به بالأصل قبل حملها في أول زيارة لها بعد الحمل أو خلال الأشهر الثلاثة الأولى منه، وهو مختلف عن سكري الحمل الذي قد يحدث خلال الحمل، والذي يجرى فحصه عادة بين الأسبوع 24-28 من الحمل، ومع ذلك قد يوصي الطبيب أحيانًا بفحص سكري الحمل في وقت أبكر، وتحديدًا خلال الثلث الأول من الحمل في الحالات التي تكون الحامل معرّضة فيها لخطر الإصابة بالسكري.[١][٩]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج "Pregnancy: First Trimester (Up to 12 weeks)", LAB TESTS ONLONE, Retrieved 19/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت first trimester screening is,Down syndrome or trisomy 18. "First trimester screening", MAYO CLINIC, Retrieved 19/1/2021. Edited.
- ↑ "Pregnancy Tests", Grow by WebMD, Retrieved 19/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Prenatal Tests: First Trimester", KidsHealth, Retrieved 19/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "First trimester tests during pregnancy", WebMD, Retrieved 19/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "Common Tests During Pregnancy", Johns Hopkins Medicine , Retrieved 19/1/2021. Edited.
- ↑ "Nuchal translucency scan", fetal medicine, Retrieved 25/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت cell-free DNA (cfDNA) screening is a blood,disorder caused by a trisomy. "Prenatal Cell-Free DNA Screening", MedLinePlus, Retrieved 19/1/2021. Edited.
- ↑ "Glucose screening tests during pregnancy", med line plus, Retrieved 25/1/2021. Edited.