فحوصات التسمم بالرصاص

يبدأ تشخيص الإصابة بالتسمُّم بالرصاص عادةً عن طريق الفحص البدني، والسؤال عن الأعراض، والتاريخ الطبي، والبيئة المحيطة بالشخص وعمله، وأي مشاكل في التعليم، أو السلوك، والإدراك في حالة الأطفال، بالإضافة إلى طبيعة النظام الغذائي.

فحوصات التسمم بالرصاص

قياس مستوى الرصاص في الدم

يتم تشخيص الإصابة بالتسمّم بالرصاص باستخدام تحليل دمّ يقيس مستوى الرصاص في الدم،^[١] ويمكن بيان النتائج لهذا النوع من الفحوصات على النحو الآتي:

وهناك نوعان من فحوصات الدّم التي قد تساعد على تشخيص ارتفاع مستوى الرّصاص في الدّم، هما:

• عيّنة الدم الشعرية: وهي طريقة سهلة وبسيطة لقياس مستويات الرصاص، ويتم في هذه الطريقة وخز الأصبع لأخذ عينة صغيرة من الدّم، وتكمن سلبيّة هذه الطريقة في أنّها قد تُعطي قياسات وهميّة، بحيث تُظهر مستوى الرصاص عال جداً نتيجة تلوّث العيّنة بالرّصاص من البيئة المحيطة، ويمكن الحدّ من هذا التلوّث بإجراء بعض التدابير البسيطة مثل: غسل اليدين والتعقيم، ولكن لا يمكن الاعتماد على هذا الفحص في حال ظهور نتيجة عالية من مستويات الرصاص في الدم، ولا بد من تأكيدها باستخدام اختبار آخر وهو الاختبار الوريدي للدّم، لذلك لا يُنصح باستخدام هذا الفحص رغم سهولته.^[٤]
• اختبار مستوى الرصاص الوريدي للدم: وهو الاختبار الأكثر شيوعًا لقياس مستويات الرصاص في الدم، ويتضمن سحب عينة دم من وريد في الذراع لاختبار مستوى الرصاص، وفي حال أظهرت نتيجة الاختبار بأنّ مستوى الرصاص مرتفعًا، فيُنصَح بإعادة إجرائه لتأكيد التشخيص بعد 1-3 أشهر، فإذا كانت النتيجة لا تزال مرتفعة لا بدّ من إجراء المزيد من الخطوات الوقائيّة للحدّ من التعرّض الإضافي للرّصاص، والخضوع إلى العلاجات اللازمة.^[٤]

فحص الزنك بروتوبورفيرين

يعد الزنك بروتوبورفيرين (بالإنجليزية: Zinc protoporphyrin) إحدى المواد التي توجد بشكل طبيعي في خلايا الدم الحمراء بكميّات ضئيلة، وقد تزداد مستوياته في الدّم بحالة التسمّم بالرّصاص، لذا يمكن استخدام كعلامة على تسمم الشخص بالرصاص، لكن يجب الإشارة إلى أنّ هذه المادة ترتفع أيضًا في حال نقص مستويات الحديد في الجسم،^[٥] ويُوصى بإجراء هذا الفحص أحيانًا جنبًا إلى جنب مع اختبار مستوى الرصاص في الدّم لدى البالغين، للكشف عن التعرّض المزمن للرّصاص،^[٦][٧] فيعد الاختبار الأفضل للكشف عن متوسط تعرّض الشخص للرصاص على مدى آخر 3-4 أشهر، إذ إنّ مستوياته لا تتغير سريعًا في الدم، وبالتالي لا يكشف هذا الفحص عن التغيُّرات السريعة في مستويات الرصاص في الدم بل التغيرات التي تحدث على فترة طويلة، وهذا يشير إلى ضرورة إجراء كلا الفحصين معًا، وفي الحقيقة لا يُوصى باستخدامه للكشف عن احتمالية إصابة الأطفال بتسمُّم الرصاص، إذ إن مستويات هذه المادة لا ترتفع لدى الأطفال حتى وصول مستويات الرصاص إلى مستويات عالية جدًا.^[٧]

لعلك تساءلت: ما هو معدل الزنك الطبيعي في الجسم؟

على من يجب الخضوع لفحوصات التسمم بالرصاص؟

توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) باختبار الأطفال دون سن السادسة للكشف عن مستويات الرصاص في الحالات التّالية:^[١]

• العيش أو الزيارة المستمرّة لأحد المنازل أو مراكز الرعاية التي تمّ بناؤها قبل عام 1950م.
• العيش أو الزيارة المنتظمة لأحد المنازل التي تم بناؤها عام 1978م، والتي تم تجديدها خلال الأشهر الستة الماضية، إذ كان يُسمَح باستخدام الدهانات التي تحتوي على الرصاص.
• إصابة أحد المقربين بالتسمّم بالرصاص وعلاجه سابقًا.
• عمل أحد الوالدين بأماكن يتعرّض فيها للرصاص، أو أن تكون إحدى هواياته التي يمارسها باستمرار تزيد من احتمالية تعرضه للرصاص، ومن الأمثلة على ذلك تلوين الزجاج.
• العيش بالقرب من إحدى المناطق الصّناعية التي تعمل على إعادة تدوير البطاريات أو صناعات أخرى تُطلق الرّصاص في الهواء.
• انخفاض مستويات الحديد في الدّم، أو إن كان الطفل يعاني من فقر الدّم.
• عدم إجراء فحص مستويات الرصاص في الدم سابقًا.
• مشاهدة الطفل، وهو يتناول التراب أو رقائق الطلاء.

مصادر التسمم بالرصاص

يعدّ الرصاص من المعادن السّامة التي قد تشكّل خطورة على الأطفال الصغار والرضَّع، كما قد يشكِّل خطورة على الأطفال قبل ولادتهم، إذ قد يؤثر في الجهاز العصبي، والدماغ، وغيرها من الأعضاء، كما قد يُسبِّب التعرُّض له مشاكل سلوكية وتعليمية لديهم، ويحدث التسمّم بالرصاص عندما يتراكم الرصاص داخل الجسم على مدى أشهر أو سنوات غالبًا، ويعد الغبار الملوّث بالرّصاص في المباني القديمة ودهانات الجدران التي تحتوي على الرصاص المصدر الأكثر شيوعًا للتسمّم بالرّصاص لدى الأطفال، وتتضمن المصادر الأخرى الهواء، والماء، والتّربة الملوّثة، أمّا فيما يتعلّق بتسمّم الكبار بالرّصاص، فقد يكون ناجمًا عن التعامل مع البطاريات، أو العمل في إصلاح السيّارات، أو ترميمات المنازل.

أعراض التسمم بالرصاص

من أعراض الإصابة بالتسمُّم بالرصاص لدى البالغين: ارتفاع ضغط الدم، وألم المفاصل، بالإضافة إلى مشاكل في التركيز والذاكرة، وتقلبات المزاج، والإجهاض والولادة المبكِّرة لدى الحوامل، والعديد غيرها، وغالبًا لا تبدأ هذه الأعراض بالظهور إلا في حال وصول مستويات الرصاص داخل الجسم لمستويات عالية، ويتمثل العلاج خلال المراحل التي لا تكون بها مستويات الرصاص عالية جدًا باتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من التعرُّض للمزيد من الرصاص، كتغطية الدهانات القديمة التي تحتوي على الرصاص مثلًا.

لعلك تساءلت: تحليل الرصاص للأطفال