يحدث سرطان الغدة الدرقية (Thyroid cancer) عندما تتكون بعض الخلايا السرطانية الخبيثة داخل أنسجة الغدة الدرقية، وهي غدة على شكل فراشة تقع في قاعدة الحلق بالقرب من القصبة الهوائية، وتستخدم معدن اليود للمساعدة على إنتاج العديد من هرموناتها، التي تتحكم في معدل ضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم، والتمثيل الغذائي المتمثّل بسرعة تحويل الطعام إلى طاقة، بالإضافة إلى السيطرة على كمية الكالسيوم في الدم، وقد يستدل على السرطان من وجود تورم أو نمو كتلة غير طبيعية في الرقبة تُعرف بالعُقَيْدة وقد تكون صلبة أو مملوءة بالسوائل، مع العلم أنّ معظم العُقَيْدات غير سرطانية، ومن الجدير بالذكر أنه هناك عدة أنواع من سرطان الغدة الدرقية تختلف عن بعضها البعض في نسبة وسرعة انتشارها، بالإضافة إلى سرعة وفرصة التعافي منها.[١]


فحوصات سرطان الغدة الدرقية

في العادة يتم الكشف عن سرطان الغدة الدرقية أثناء قيام الطبيب بإجراء الفحوصات البدنية الروتينية أو أثناء إجراء اختبارات أخرى، وفي بعض الأحيان قد يشكو المريض من بعض الأعراض التي تستدعي ذهابه إلى الطبيب، وعندما يشكّ الطبيب بإصابة الفرد بسرطان الغدة الدرقية فإنه يوصي بإجراء واحد أو أكثر من الفحوصات التالي شرحها للتحقق من الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، وإذا تمّ تأكيد ذلك فيوصي بإجراء عدة اختبارات أخرى لمعرفة معلومات محددة عن نوع سرطان الغدة الدرقية ومدى انتشاره، وسنذكر فيما يأتي فحوصات سرطان الغدة الدرقية.[٢]


الفحص البدني والتاريخ الطبي

في العادة يأخذ الطبيب التاريخ الطبي الكامل للمريض، بالإضافة إلى سؤال المريض عن أي أعراض أو علامات قد تدل على الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، وكذلك يسأل الطبيب المريض عن عوامل الخطر المحتملة والأعراض وأي مشاكل أو مخاوف صحية أخرى لديه، بما في ذلك وجود شخص في الأسرة مصاب بسرطان الغدة الدرقية، أو إصابة الفرد بأي من السرطانات الأخرى التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، ومن ثمّ يجري الفحص البدني والذي يركز على الأعراض والعلامات التي تدل على الإصابة به، بالإضافة إلى تفحّص منطقة الرقبة لدى المريض للكشف عن الغدة الدرقية وثباتها، والكشف عن وجود أي تضخم في الغدد اللمفاوية في رقبة المريض.[٢]


تحاليل الدم

تساعد اختبارات الدم على تحديد ما إذا كانت الغدة الدرقية تعمل بشكل طبيعي، إذ لا يوجد فحص دم يمكنه الكشف عن سرطان الغدة الدرقية، وإنما تجرى هذه الفحوصات للتأكد ممّا إذا كانت الغدة الدرقية تعمل بشكل صحيح،[٣][٤] وذلك اعتمادًا على فحص مستويات الهرمون المنبه للغدة الدرقية TSH وهرمونات الغدة الدرقية T3 وT4.[٥]


الاختبارات الجينية

قد يُوصي الطبيب بإجراء بعض الفحوصات الجينية بناءً على التاريخ المرضي للعائلة، إذ تنطوي هذه الاختبارات على البحث عن الجينات التي تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، ومعرفة إذا كان لدى المريض أي جينات تجعله أكثر عرضة للإصابة بسرطان الغدة الدرقية، إذ يمكن أن تكون العديد من التغيرات الوراثية علامة على أنواع معينة من سرطان الغدة الدرقية.[٤][٣]


الخزعة

في العادة يوصي الطبيب بإجراء الخزعة في حال وجود عُقَيْدة في الغدة الدرقية، وذلك للتأكد مما إذا كانت نوعًا من أنواع السرطان أم لا، وتُجرى الخزعة في العادة باستخدام إبرة رفيعة وطويلة تخترق الجلد إلى الغدة الدرقية، وفي العادة تُستخدم الموجات فوق الصوتية لتوجه الإبرة إلى الغدة الدرقية، ثم يأخذ الطبيب بعض الأنسجة المشتبه بها من الغدة الدرقية، ويرسلها إلى المختبر لفحصها، ومن الجدير بالذكر أن الطبيب قد يجري الخزعة في عيادته الخاصة، أي لا يحتاج المريض إلى تحضيرات خاصة قبل إجراء الخزعة ولا يحتاج إلى وقت للتعافي بعدها.[٤][٣]


التصوير باستخدام الموجات فوق الصوتية

تُستخدم موجات صوتية عالية التردد للمساعدة في تكوين صورة للغدة الدرقية، وذلك باستخدام جهاز صغير يشبه العصا موصول بجهاز كومبيوتر وموضوع أمام الغدة الدرقية، وتساعد هذه الصورة الطبيب على تحديد حجم العُقيدات وعددها، بالإضافة إلى طبيعتها إذا كانت حميدة أم سرطانية، فطبيعتها الصلبة قد تدل على وجود خلايا سرطانية في بعض الحالات.[٤][٣]


فحوصات التصوير الأخرى

يمكن استخدامها في حالات معينة لتقييم الغدة الدرقية و/أو تحديد انتشار الورم إلى أجزاء أخرى من الجسم، وكذلك في حالات استئصال الغدة الدرقية كاملة أو جزء منها ضمن خطة العلاج، وقد تتضمن اختبارات التصوير الأخرى:[٥]


فحص امتصاص اليود المشع

يبتلع المريض في هذا الفحص كمية صغيرة من اليود المشع أو يحقن بها، وثم تُلتقط الصور على فترات زمنية محددة لتتبع موقع اليود المشع، وفي العادة يستخدم هذا الفحص للبحث عن استمرار أو تكرار الإصابة بالسرطان في المرضى الذين خضعوا لعملية جراحية سابقة لسرطان الغدة الدرقية ولديهم مستوى مرتفع من هرمون الغدة الدرقية، بالإضافة إلى أنه يستخدم في تقييم عُقيدات الغدة الدرقية في المرضى الذين يعانون من انخفاض الهرمون المحفز للغدة الدرقية.[٥]


فحوصات إضافية

يمكن أن يوصي الطبيب ببعض الفحوصات الإضافية ومنها:[٥]

  • فحص الكالسيتونين: وهو هرمون تنتجه خلايا خاصة في الغدة الدرقية، ويلعب دورًا في كيفية استخدام الجسم للكالسيوم.
  • فحص المستضد السرطاني المضغي: (Carcinoembryonic antigen) وهو نوع من البروتينات الذي قد يرتفع عند الإصابة بأنواع معينة من السرطان.
  • الاختبار الجزيئي لأنسجة الخزعة: (Molecular testing of biopsied tissue) والذي يستخدم للمساعدة على تحديد ما إذا كانت العُقَيْدات سرطانية أم حميدة.


من يتوجب عليه الخضوع لهذه الفحوصات؟

توجد بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية وتجعلهم أكثر عرضة للخضوع لفحوصات الكشف عن سرطان الغدة الدرقية، ونذكر من هذه العوامل ما يأتي:[٥]

  • الجنس: إذ تعد النساء أكثر عرضة بثلاث مرات للإصابة بسرطان الغدة الدرقية.
  • العمر: إذ يتم تشخيص معظم حالات سرطان الغدة الدرقية في الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20-55 عامًا.
  • التعرض للعلاج الإشعاعي: المستخدم لعلاج بعض الحالات الطبية مثل بعض أنواع من السرطان.
  • التعرض للإشعاعات: المنبعثة من الكوارث النووية.
  • الأشخاص الذين يعانون من بعض المتلازمات: يكونون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الغدة الدرقية مثل داء البوليبات الغدي العائلي، ومتلازمة كاودن، ومتلازمة بيندريد، ومتلازمة ويرنر.
  • التاريخ العائلي: وتحديدًا إصابة أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى بسرطان الغدة الدرقية.

المراجع

  1. "Thyroid Cancer Treatment (Adult) (PDQ®)–Patient Version", cancer, Retrieved 25/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Tests for Thyroid Cancer", cancer, Retrieved 25/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "How Do I Know If I Have Thyroid Cancer?", webmd, Retrieved 25/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Thyroid cancer", mayoclinic, Retrieved 25/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث ج " Thyroid Cancer ", labtestsonline, Retrieved 25/1/2021. Edited.