يتمثل الالتهاب الرئوي بتهيج الرئتين والتهابهما نتيجة التعرض لبعض الميكروبات، أو الأدوية، أو المواد المسببة للحساسية، وتتمثل أعراضها بمعاناة الشخص من ضيق التنفس، أو السعال الجاف، أو التعب، أو فقدان الشهية، أو نقصان الوزن غير المبرر، ومن الجدير ذكره أنّ هذه الحالة تستلزم التشخيص والمُباشرة بالعلاج فور التشخيص؛ تجنبًا لحدوث أي مضاعفات.[١]
فحوصات وتشخيص الالتهاب الرئوي
يبدأ تشخيص الالتهاب الرئوي بمراجعة الطبيب التاريخ الطبي للمريض وإجراء الفحص البدني؛ بما يتضمن الاستماع للرئتين باستخدام السماعات الطبية، كما سيُحاول الطبيب معرفة ما إذا كان المصاب قد استتشق أو تعرض لأي مادة من الممكن أن تتسبب بالتهاب الرئتين أو تهيّجهما، وفي حال الاشتباه بالإصابة بالالتهاب الرئوي فقد يطلب الطبيب فحوصات أخرى، وفيما يأتي ذكر لأبرز الفحوصات التي تُجرى بغرض تشخيص الالتهاب الرئوي:[٢][٣]
فحوصات الدم
يجري الطبيب عدة فحوصات مختلفة للدم، والتي يُمكن من خلالها الاستدلال على وجود عدوى ومستوى الأكسجين في الدم، ومن هذه الفحوصات ما يأتي:[٤]
- اختبار خلايا الدم البيضاء: تشير نتائج هذا الفحص إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي، وذلك من خلال إظهار ارتفاع في مستوى العدلات (بالإنجليزية: Neutrophils)، أو اللمفاويات (بالإنجليزية: Lymphocytes)، أو الخلايا الحمضية (بالإنجليزية: Eosinophils).
- معدل ترسب كريات الدم الحمراء (ESR) والبروتين المتفاعل سي (CRP): يشير ارتفاع كلاهما على وجود التهاب في الجسم، دون تحديد مكان حدوثه.
- اختبار غازات الدم: حيث يقيس هذا الفحص نسبة الأكسجين في الدم، وقد يدل نقص تأكسج الدم (بالإنجليزية: Hypoxemia) على إصابة الشخص بالالتهاب الرئوي،[٤] ومن الجدير ذكره أنّ هذا الفحص يُمكّن من معرفة مدى قدرة الرئتين على القيام بعمليتي الشهيق والزفير.[٣]
اختبارات التصوير للرئة
تعتبر اختبارات التصوير الإشعاعي من أهم الفحوصات التي تبيّن طبيعة الالتهاب الرئوي وشدّته، فمن الممكن أن يؤثر الالتهاب الرئوي في منطقة بسيطة من الرئة، أو قد يكون منتشرًا في جميع أجزاء الرئة، وفيما يأتي ذكر لأهم أنواع فحوصات التصوير الإشعاعي المستخدمة لغاية تشخيص الالتهاب الرئوي:[٢]
- تصوير الصدر بالأشعة السينية: (بالإنجليزية: Chest X-ray)، وهو فحص تستخدم فيه الأشعة السينية لتصوير صدر المُصاب، حيث تدخل كمية من الأشعة السينية صدر المصاب خلال بضع دقائق لتصوير الرئتين/ ويعد فحص التصوير بالأشعة السينية من الفحوصات السهلة، والسريعة، وغير المؤلمة.
- التصوير الطبقي (CT-scan): ويُعطي هذا الفحص نتائج ذات دقة وتفاصيل أكبر مُقارنة بالصور التي يتم الحصول عليها عند إجراء التصوير بالأشعة السينية، حيث يقوم جهاز التصوير المقطعي المحوسب بالتقاط عدة صور مقطعية مفصّلة من عدة زوايا مختلفة باستخدام الأشعة السينية، ثم يقوم بجمعها، ويعدّ هذا الفحص من الفحوصات غير المؤلمة، حيث يستلقي الشخص على طاولة أو سرير خاص، ويتمّ إدخال هذا السرير إلى داخل جهاز التصوير، ويستغرق فحص التصوير المقطعي المحوسب نحو 15 دقيقة.
زراعة البلغم
غالباً ما يلجأ الطبيب لطلب هذه الاختبارات في حال لم تُظهر الاختبارات الأخرى نتائج واضحة وأكيدة، حيث يتم طلب عينة من البلغم أو الإفرازات الموجودة في الرئتين وزراعتها مخبريًا، بما يُمكن من الاستدلال على وجود البكتيريا ونوعها، ومن الممكن أن يستخدم تنظير القصبات لأخذ عينات للزراعة، وهي عملية بسيطة يُدخل فيها الطبيب أنبوبًا رفيعًا ومرنًا إلى منطقة الحلق؛ ومن ثم إلى الرئتين لأخذ العينة، وبعد ذلك يقوم الطبيب باختيار العلاج المناسب بناءً على نوع مسبب المرض الذي أظهرته هذه النتائج.[٣][٤]
اختبار وظائف الرئة
تنخفض قدرة الرئتين على تبادل الغازات عند تعرضها للالتهاب، ممّا يُظهر انخفاضًا في اختبار وظائف الرئة، يحاول المريض أثناء الاختبار استنشاق أكبر قدر ممكن من الهواء، ومن ثم الزفير بأقصى قدرة ممكنة داخل أنبوب متصل بجهاز يسمى مقياس التنفس؛ لمراقبة عمل الرئتين، وسعتها، ومدى كفاءتها.[٤]
من يجب إجراء الفحص؟
يجدر بالشخص مراجعة الطبيب بشكلٍ عاجل إذا كان يعاني من صعوبةٍ في التنفس، أو ألم في الصدر، أو السعال المستمر مع وجود البلغم، أو ارتفاع درجة الحرارة إلى ما يقارب 39 درجةً مئوية أو أكثر،[٥]
وهُناك مجموعة من الأشخاص اللذين يُصنفون ضمن الفئات الأكثر خطورة للإصابة بالالتهاب الرئوي والتي تستوجب بشكلٍ خاصّ مراجعة الطبيب في حال ظهور أعراض الالتهاب الرئوي، ومن هذه الفئات ما يأتي:[٦]
- الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.
- الأطفال الذين تقل أعمارهم عن العامين.
- الأشخاص المصابون بأمراض القلب أو مشاكل مزمنة في الرئتين.
- الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة.
- الأشخاص الذين يخضعون للعلاج الكيماوي أو يتناولون أدوية تتسبب بتثبيط جهاز المناعة.[٥]
المراجع
- ↑ Carmelita Swiner (27/4/2020), "what is pneumonitis", webmd, Retrieved 22/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "Pneumonitis"، mayoclinic، 9/3/2018، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت Amber Colyer (18/9/2017)، "Pneumonitis: What you need to know"، medicalnewstoday، اطّلع عليه بتاريخ 22/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث Dr Laurence Knott (28/7/2020), "Pneumonitis", patient, Retrieved 22/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "Pneumonia", mayoclinic, 13/7/2020, Retrieved 22/1/2021. Edited.
- ↑ "Pneumococcal Disease", cdc, Retrieved 1/2/2021. Edited.