ما هي فحوصات الدم التي تكشف ظهور السرطان؟

ما هي فحوصات الدم التي تكشف ظهور السرطان

عند اشتباه الطبيب بإصابة المريض بالسرطان، يطلب منه مجموعة من اختبارات الدّم الخاصة بالسرطان، بالإضافة لمجموعة من الاختبارات الأخرى كالفحوصات التصويرية أو الخزعة، ومن الجدير بالذكر أن فحوصات الدّم عمومًا لا يُمكنها تحديد فيما إذا كان الشخص مصابًا بالسرطان أم لا، عدا سرطان الدم، ولكن توفّر معلومات وأدلة عمّا يحدث في جسم المريض.^[١]

تحليل (CBC)

يقيس تحليل تعداد الدم الشامل (CBC)، الأنواع المختلفة لخلايا الدم وتعدادها، بما في ذلك خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية، وبالرغم من أن هذا الفحص يُستخدم في العديد من الأمور الأخرى للكشف عن العديد من الأمراض، إلّا أنه يساعد في الكشف عن وجود بعض أنواع السرطانات، كسرطان الدّم والأورام الليمفاوية، عن طريق الكشف عن وجود خلايا غير طبيعية في الدّم، أو وجود كميات غير طبيعية من خلايا الدّم الطبيعية، كما يُساعد هذا الفحص في الكشف عمّا إذا كان السرطان قد انتشر لنخاع العظم أم لا.

الرحلان الكهربائي للدم

يُعدّ الرحلان الكهربائي للدم (Electrophoresis) من اختبارات الدّم التي تكشف عن الورم النخاعي المتعدد (Multiple Myeloma)، إذ أنّ هذا الورم تُنتج خلاياه أجسامًا مضادة، ويستطيع الرحلان الكهربائي قياسها وتحديد نوعها.^[٢]

علامات الأورام

تُعد علامات الأورام (بالإنجليزية: Tumor Markers) موادًا تُصنّعها الخلايا السرطانية أو خلايا الجسم الطبيعية كنوع من استجابة الجسم لوجود السرطان، وقد تكون علامات الأورام خاصة بنوع معين من السرطان، أو قد تُشير لأكثر من نوع من السرطان، كما أنّ هذه العلامات قد تظهر أيضًا في بعض الأمراض غير السرطانية، لذا لا تستخدم وحدها لتشخيص مرض السرطان،^[٣] ويُذكر من أهم علامات الأورام ما يأتي:

• المستضد السرطاني - 125: (CA-125)، يتواجد هذا البروتين بتركيز أعلى في الخلايا السرطانية، وخصوصًا سرطان المبيض، كما قد يرتفع في حالات السرطانات الأخرى ولكن بنسبة أقل، كسرطان بطانة الرحم، وقناة فالوب، والبنكرياس، والمعدة، والمريء، والكبد، والصدر، والرئتين، كما أنه قد يرتفع في الحالات غير السرطانية، كالأورام الليفية الرحمية، وانتباذ بطانة الرحم، والذئبة، وأمراض الكبد والبنكرياس.^[٤]
• المستضد البروستاتي النوعي: (PSA)، يرتفع مستوى هذا البروتين عند الذكور المصابين بسرطان البروستاتا، كما قد يكون ارتفاعه غير مرتبط بالأمراض السرطانية، كالتهاب البروستاتا (بالإنجليزية: Prostatitis)، أو تضخم البروستاتا.^[٤]
• المستضد السرطاني المضغي: (CEA)، يتواجد في الحالات الطبيعية بكميات صغيرة في الدم، ولكن قد يُشير ارتفاعه للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، كما قد يرتفع أيضًا في سرطان البنكرياس والرئة والثدي والمبيض والغدة الدرقية، كما قد يرتفع أيضًا في الحالات غير السرطانية كالتهاب المفاصل أو التهاب الكبد أو التدخين.^[٥]
• ألفا فيتو بروتين: (AFP)، حيث يرتفع بشكل طبيعي عند النساء الحوامل حيث يتم تصنيعه من قبل الجنين ويتواجد في الحالات الطبيعية بكميات صغيرة في الدم، ولكن قد يُشير ارتفاعه للإصابة بسرطان الكبد أو المبيض أو الخصيتين، كما قد يرتفع أيضًا في الحالات غير السرطانية كأمراض الكبد والأمراض المتعلقة التهاب الأمعاء.^[٥]
• موجهة الغدد التناسلية المشيمائية: (HCG)، يُشير ارتفاعه عند الذكور أو النساء غير الحوامل، إلى احتمالية الإصابة بسرطان الخصية أو المبيض أو الكبد، أو المعدة، أو البنكرياس، أو الرئة.^[٥]
• المستضد السرطاني 19-9: (CA 19-9)، قد يُشير ارتفاعه إلى وجود سرطان البنكرياس بمراحله المتقدمة، كما قد يرتفع أيضًا في الحالات غير السرطانية كحصوات المرارة، أو تليف الكبد أو في حالات التهاب البنكرياس.^[٥]
• المستضد السرطاني 15-3: (CA 15-3)، قد يُشير ارتفاعه إلى الإصابة بسرطان الثدي، أو المبيض، أو الرئتين، أو البروستاتا، كما قد يرتفع أيضًا في الحالات غير السرطانية كمرض الثدي الحميدي أو أمراض المبيض، أو التهاب بطانة الرحم، أو التهاب الحوض.^[٥]
• المستضد السرطاني 27-29: (CA 27-29)، قد يُشير ارتفاعه إلى الإصابة بسرطان الثدي، أو المعدة أو الكلى أو الرئتين أو المبيض أو البنكرياس، أو الرحم، أو الكبد، كما قد يرتفع أيضًا في الحالات غير السرطانية كانتباذ بطانة الرحم، أو خراجات المبيض، أو أمراض الثدي الحميدية، وأمراض الكلى والكبد، كما ترتفع أيضاً عند المرأة الحامل وذلك في الثلث الأول من الحمل.^[٥]
• نازعة هيدروجين اللاكتات: (LDH)، وهو بروتين يتواجد في الجسم بكميات قليلة، ويُمكن أن ترتفع مستوياته عند الإصابة ببعض أنواع السرطانات، لذا فهو ليس مفيدًا في تحديد نوع معين من السرطان.^[٥]

تحليل خلايا السرطان المنتشرة

فحص الخلايا السرطانية المنتشرة Circulating Tumor Cell، إذ يساعد هذا التحليل في الكشف عن الخلايا السرطانية التي انفصلت من مكانها الأصلي في الأورام الصلبة، ودخلت إلى مجرى الدّم، ويُساعد هذا الفحص في الكشف عن انتشار سرطان الثدي والقولون والمستقيم والبروستاتا.^[٤]

تفسير نتائج فحوصات الدم للكشف عن السرطان

يُفسّر الطبيب نتائج فحوصات الدّم بدقة لدى الأشخاص المشتبه بإصابتهم بنوع معين من السرطان، وذلك لأن هذه الفحوصات قد تؤثر على دقتها العديد من العوامل، كاختلاف طبيعة الأجسام، أو حتى نوع الأطعمة التي يتناولها الشخص، كما أن النتائج غير الطبيعية قد تنتج بسبب العديد من الحالات غير السرطانية، أو حتى قد تكون النتائج طبيعية ولكن قد يكون الشخص مصابًا فعلًا بالسرطان، لذا سيقوم الطبيب بالاطلاع على النتائج وتفسيرها وتحديد ما إذا كانت المستويات ضمن النطاق الطبيعي أو لا، أو قد يُقارن الطبيب بين نتائج الاختبار الحالية والاختبارات السابقة.^[١]

ما هي الخطوة التالية بعد الشك باحتمالية الإصابة بالسرطان بناء على تحاليل الدّم؟

يطلب الطبيب مجموعة من الفحوصات الأخرى كالفحوصات التصويرية التي توضّح هيكل الجسم وأعضائه والتي تساعد في الكشف عن وجود الأورام، أو الفحوصات بالمنظار لأعضاء الجسم المشتبه بإصابتها بالسرطان، أو الفحوصات الجينية، أو إجراء الخزعات عن طريق أخذ عينة من الأنسجة أو الخلايا من الأماكن المشتبه بإصابتها بالسرطان ليتمّ فحصها تحت المجهر،^[٦] وبعد ثبوت إصابة الشخص بالسرطان، تبدأ رحلة علاجه باستخدام العلاج الكيميائي، أو العلاج الإشعاعي، أو العمليات الجراحية والاستئصال، أو العلاجات البيولوجية اعتمادًا على نوع السرطان وعلى الحالة الطبية لكل مريض.^[٧]