داء هاشيموتو (بالإنجليزيّة: Hashimoto's Disease) هو أحد أمراض المناعة الذاتيّة، الذي يتميز بحدوث خلل تدريجيّ في قدرة الغدّة الدرقيّة على إنتاج هرموناتها اللازمة لعمل العديد من أجهزة وأجزاء الجسم بشكل سليم، وبالتالي قصور في الغدّة الدرقية (بالإنجليزيّة: Hypothyroidism).[١][٢]
فحوصات وتشخيص داء هاشيموتو
يعتمد تشخيص داء هاشيموتو بشكل أساسيّ على الأعراض والعلامات الظاهرة على المُصاب، بالإضافة لنتائج تحاليل الدم المُتعلّقة بأداء الغدّة الدرقية لوظائفها، وعادة ما تُقسم الفحوصات المخبريّة المُستخدمة في تشخيص هاشيموتو إلى تحليل الهرمون المُنشّط للغدة الدرقيّة، وتحاليل الهرمونات المُفرزة من قبل الغدّة الدرقيّة والذي يعدّ الثيروكسين أهمها، ويمكن بيانها بالتفصيل كالآتي:[٣][٤]
تحليل الهرمون المنشط للغدّة الدرقيّة
يُفرز الهرمون المُنشّط للغدة الدرقيّة (بالإنجليزية: Thyroid–Stimulating hormone) واختصاراً TSH، من قبل غدّة في الجسم تُعرف بالغدة النخاميّة، حيث إن هذا الهرمون يحفز إفراز الغدّة الدرقيّة لهرمون الثيروكسين؛ خصوصاً في حال انخفاض إفراز الغدّة الدرقيّة لهرمون الثيروكسين بهدف زيادته، وحال كان إنتاج الثيروكسين كبيراً وأكثر مما يحتاجه الجسم تقوم الغدة النخاميّة بوقف إفراز الهرمون المنشط للغدة الدرقيّة، وبالتالي تعتمد نسبة الهرمون المُنشّط للغدة الدرقيّة في الدم على نسبة هرمونات الغدّة الدرقيّة وهرمون الثيروكسن تحديداً.[٥][٦]
عادة ما تكون النسبة للطبيعيّة للهرمون المُنشط للغدة الدرقيّة في الدم ما بين 0.5-5 ميلي وحدة دولية/ليتر، وغالباً ما يدل ارتفاع هذه النسبة عن الحد الطبيعيّ على قصور في الغدة الدرقيّة وانخفاض في إفراز هرمون الثيروكسين، ممّا يؤدّي إلى زيادة إفراز الغدّة النخامية للهرمون المنشط للغدّة الدرقيّة، ويتم تحليل نتيجة هذا الفحص بالإضافة لتحاليل الهرمونات المُفرزة من قبل الغدّة الدرقيّة لتقييم أداء الغدة لوظائفها.
تحليل هرمونات الغدة الدرقيّة
تعمل هرمونات الغدّة الدرقيّة على السيطرة على استهلاك الجسم للطاقّة، وهنالك نوعان من هرمونات الغدّة الدرقيّة، التي تُستخدم أثناء فحوصات التحاليل، والتي يمكن من خلالها تحديد مدى أداء الغدة الدرقية لوظائفها وتشخيص أمراضها، وهي:[٤]
- هرمون الثيروكسين: تقوم الغدّة الدرقيّة بإفراز الثيروكسين بنسبة أكبر من الهرمونات الأخرى، وعادة ما يتم فحص ما يُسمّى بالثيروكسين الحُرّ (بالإنجليزية: Free Thyroxine) -وهو الهرمون الموجود في الدم دون الارتباط بالبروتين-، عادة ما تكون النسب الطبيعيّة لهرمون الثيروكسين الحر في الدم ما بين 0.7-1.9 نانوغرام/ديسيلتر، وبالرغم من أنّ قصور الغدّة الدرقيّة الناتج عن داء هاشيموتو يُسبّب انخفاضاً في نسبة الثيروكسين في الدم، إلّا أنّ هذا التحليل وحده لا يُعتبر كافياً لتشخيص هذا المرض، ويجب تحليل النتائج وتقييمها مع الفحوصات الأخرى.[٦][٧]
- هرمون ثلاثي يود الثيرونين: (بالإنجليزية: Triiodothyronine) تُعد الفحوصات للهرمون طبيعيّة في حال كانت نسبته في الدم ما بين 80-220 نانوغرام/ديسيلتر، ومن الجدير بالذكر أنّ فحص ثلاثي يود الثيرونين قد لا يكون عالي الأهميّة في تشخيص داء هاشيموتو؛ وذلك لأنّ نسبته في الدم قد لا تنخفض إلّا بعد مرور فترة طويلة على الإصابة ومن الممكن أن تكون طبيعيّة حتى عندما تدل الفحوصات الأخرى على الإصابة بداء هاشيموتو أو على قصور في عمل الغدة الدرقيّة.[٤][٦]
تحليل الأجسام المُضادة
يُرجع القصور في الغدة الدرقيّة الناتج عن داء هاشيموتو بشكل أساسيّ إلى إنتاج أجسام مُضادّة للغدّة الدرقية من قبل جهاز المناعة، وبالتالي فمن الممكن إجراء فحوصات لتقييم ما إذا كانت هذه الأجسام المُضادّة موجودة أم لا، وفي ما يلي بيان لفحوصات الأجسام المُضادّة التي يُمكن إجراؤها للمساهمة في تشخيص داء هاشيموتو:[٣][٤]
- الأجسام المُضادّة للبيروكسيديز الدرقي: (بالإنجليزية: Thyroid Peroxidase Antibodies) واختصاراً (Anti-TPO)، يُساهم إنزيم البيروكسيديز الدرقي بشكل أساسيّ في عمليّة إنتاج الغدة الدرقيّة لهرموناتها، وبالرغم من أنّ هنالك بعض حالات الإصابة بداء هاشيموتو التي لا يكون فيها أجسام مُضادة له، إلّا أنّه غالباً ما يكشف الفحص عن وجود أجسام مُضادة لإنزيم البيروكسيديز الدرقي في حالات الإصابة بداء هاشيموتو بعكس الحالات المرضيّة الأخرى التي قد تُسبب قصوراً في الغدة الدرقيّة.
- الأجسام المُضادة للغلوبولين الدرقي: (بالإنجليزية: Anti-Thyroglobulin autoantibodies) واختصاراً (TgAb)، ويُعرف الغلوبيولين الدرقي على أنّه أحد الأشكال المُخزّنة من هرمونات الغدّة الدرقيّة، وعادة ما تكون نتيجة هذا الفحص إيجابيّة في حال الإصابة بداء هاشيموتو، إلّا أنّ فحص الأجسام المُضادّة للبيروكسيديز الدرقي تُعد أكثر دقّة في التشخيص.[٤]
فحوصات أخرى
قد يطلب الطبيب من الشخص الذي يعتقد بإصابته بداء هاشيموتو، والذي تظهر عليه أعراضه وعلاماته، إجراء فحص تصوير الموجات فوق الصوتيّة (بالإنجليزية: Ultrasound) للغدة الدرقيّة، كالحالات التي تكون نتيجة فحوصات الأجسام المُضادّة فيها سلبية؛ حيثُ تُساعد صورة الموجات فوق الصوتيّة على تقييم حجم الغدة الدرقيّة وغيرها من الخصائص عند الأشخاص المُصابين بداء هاشيموتو.[٢]
تُستخدم التحاليل السابقة أيضاً في تقييم فعاليّة علاج داء هاشيميتو، وقدرة الغدة الدرقيّة على القيام بوظائفها بعد العلاج.
من يجب عليه الخضوع للفحوصات؟
يوجد العديد من الأشخاص المُصابين بداء هاشيموتو وغيره من أنواع قصور الغدة الدرقيّة، والذي لا يتم الكشف عن إصابتهم بها إلّا بعد مرور مدة طويلة من الوقت؛ وذلك لتأخر الأعراض والعلامات بالظهور، وبالتالي لا يتم إجراء الفحوصات والتحاليل، وفيما يلي بيان لدواعي إجراء فحوصات الغدّة الدرقيّة:[٣][٨]
- الإصابة السابقة بواحدة من اضطرابات الغدة الدرقيّة.
- الإصابة بتضخّم الغدة الدرقيّة (بالإنجليزيّة: Goiter).
- ظهور أعراض وعلامات داء هاشيموتو، ومنها:
- الشعور المُستمر بالتعب والخمول.
- الإمساك.
- زيادة غير مبررة في الوزن.
- جفاف البشرة.
- بحّة في الصوت.
ينتج داء هاشيموتو عن عوامل وراثيّة، وبالرغم من أنّه قد يُصيب الأشخاص من جميع الفئات العمريّة سواء ذكور أو إناث إلّا أنّه عادة ما يُصيب النساء في فترة منتصف العمر.
المراجع
- ↑ "Hashimoto’s Thyroiditis (Lymphocytic Thyroiditis)", Thyroid.org, Retrieved 21/1/2021. Edited.
- ^ أ ب "Hashimoto’s Disease", NIDDK, Retrieved 21/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Hashimoto's disease", Mayoclinic, Retrieved 21/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Hashimoto Thyroiditis", Labtestsonline, Retrieved 21/1/2021. Edited.
- ↑ "Hashimoto’s Disease: Diagnosis and Tests", Cleveland clinic, Retrieved 21/1/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "Hashimoto’s Disease: Diagnosis and Tests", Ucla health, Retrieved 21/1/2021. Edited.
- ↑ "T4, Free", Labtestsonline, Retrieved 21/1/2021. Edited.
- ↑ "Do you need a thyroid test?", Harvard Health, Retrieved 21/1/2021. Edited.