تُعرَف الحنجرة بأنها الجزء المسؤول عن إنتاج الصوت عند الإنسان، وقد تتعرّض للإصابة بالعديد من الأمراض، مثل التهاب الحنجرة، أو تشكّل الأورام الحميدة فيها، أو التعرّض للإصابات النّاجمة عن الحوادث، والتي ينجلي تأثيرها في ضعف وبحّة الصّوت، وتغيّرات في طبيعة البلع، وربما فقدان الوزن بسبب صعوبة البلع، وعدم القدرة على تناول الطعام.[١][٢]


فحوصات وتشخيص أمراض الحنجرة

يُشخّص طبيب الأنف والأذن والحنجرة الأمراض التي تصيب الحنجرة، ويبدأ بذلك من خلال جمع المعلومات المتعلّقة بالتاريخ الصّحي للمريض، وإجراء فحصٍ بدني لحنجرته، والتحقق من العلامات والأعراض التي يشعر بها،[٣][٤] وبالاعتماد على ذلك يمكن أن يطلب الطبيب أحد الفحوصات والاختبارات التالية:


تنظير الحنجرة

يتمّ في هذا الفحص النظر إلى الحنجرة، والأحبال الصوتية،[٥] والذي يتمّ إجراؤه بعدّة طرق نوضّحها على النحو التالي:

  • تنظير الحنجرة غير المباشر: (بالإنجليزية: Indirect laryngoscopy)، يعتبر هذا الفحص بسيطًا للغاية، يُجرَى في عيادة الطبيب، يكون فيه المريض مستيقظًا، لكن قد يستخدم بعض الأطباء مخدّرًا موضعيًا لمنطقة الحلق، ويتمّ إجراء هذا الفحص باستخدام مرآة صغيرة، وضوءٍ يتمّ تسليطه على الحنجرة، مما يساعد في عكس صورة الحنجرة على المرآة، وإلقاء نظرةٍ عليها،[٥] ويتمّ إجراء هذا النوع من التنظير لفحص الأحبال الصّوتية، أو لسان المزمار، أو حلقات القصبة الهوائية، أو الحنجرة، أو الجزء السفلي للبلعوم، في حالات اضطرابات النطق غير معروفة السبب، أو بحّة الصوت، أو الإحساس بوجود جسمٍ غريب، أو صعوبةٍ في البلع.[٦]


  • تنظير الأنف والحنجرة معًا: (بالإنجليزية: Nasolaryngoscopy)، يعتبر هذا الفحص الأكثر شيوعًا لفحص الحنجرة، والذي يستغرق أقلّ من دقيقةٍ واحدة، يرشّ الطبيب أنف الشخص الخاضع للفحص بمخدّر موضعي، ثمّ يتم تمرير منظار صغيرٍ ومرنٍ، من خلال الأنف وصولاً إلى الحلق، ويكون المريض خلال ذلك مستيقظًا.[٥]


  • تنظير الحنجرة المباشر: (بالإنجليزية: Direct laryngoscopy)، يُجري الطبيب هذا التنظير تحت التّخدير العامّ، ويكون فيه المريض مستلقيًا على ظهره، وقد يستغرق هذا الإجراء قرابة 45 دقيقة، يستخدم فيه الطبيب مقبضًا يزيح اللسان على جنبٍ خلال الفحص، ويتيح له رؤية القصبة الهوائية التي تفتح عند التنفس، وتُغلَق عند البلع، ومن ثمّ يُدخِل أنبوبًا مرنًا أو صلبًا، يسمح له برؤية نهاية الحلق، أو إزالة أيّة جسمٍ غريبٍ عالقٍ فيه، أو أخذ عينةٍ من أنسجة الحلق.[٥][٧]


  • تنظير الحنجرة بالفيديو: (بالإنجليزية: Videostroboscopy)، يُجرَى هذا التنظير لتحديد سبب بحّة الصوت الناجمة عن الاستخدام المُفرِط أو بسبب تشكّل الأورام الحميدة، والذي يستغرق إجراءه 20 دقيقة، يقيّم فيه الطبيب شكل الحلق والحنجرة خلال تحدّث الشخص، يُخدّر فيه الشخص الخاضع للفحص موضعيًا، ثمّ يتمّ إدخال أنبوبٍ رفيعٍ ومرن من خلال الأنف، بحيث يكون موصولاً بأحد طرفيه في شاشة الحاسوب، وطرفه الآخر مزوّد في نهايته بكاميرا صغيرة وضوء، مما يُمكّن الطبيب النّظر إلى التغيّرات الحاصلة على الحنجرة والأحبال الصوتية أثناء التحدّث.[٨]


تصوير الرقبة بالأشعة السّينية

يساعد تصوير الرقبة بالأشعة السينية (بالإنجليزية: X-ray) في إلقاء نظرةٍ على حركة فقرات الرقبة، والأجزاء الموجودة فيها، للتحقق من وجود أيّة اضطراباتٍ تؤثر على الحنجرة.[٩][١٠]


لعلك تساءلت: ما هي مخاطر الأشعة السينية؟

تحليل الصوت

يفيد تحليل الصوت (بالإنجليزية: Acoustic Analysis) في تشخيص حالات أمراض الحنجرة، أو بحّة الصوت، أو الأشخاص الذين يعانون من اضطراباتٍ في النطق، إذ يستخدم الطبيب جهاز الحاسوب لاستشعار أيّة تغيّرات حاصلة في الصّوت، وناجمة عن شذوذٍ في الأحبال الصّوتية.[١١][١٢]


تخطيط كهربية الحنجرة

يقيّم تخطيط كهربية الحنجرة (بالإنجليزية: Laryngeal Electromyography - LEMG) سلامة الأعصاب والعضلات المُرتبطة بالحنجرة، والذي يُسجّل حركة العضلات اللاإرادية في الحنجرة من خلال جهاز خاصّ، وقد يكون هذا الفحص جزءًا من الفحص البدني لأمراض الحنجرة، إذ يقوم الطبيب بتثبيت إبرٍ صغيرة في الجلد، تستشعر النبضات الكهربية في عضلات الحنجرة.[١٣][١٢]


دراسة طريقة البلع بالفيديو

يقيّم الطبيب في دراسة طريقة البلع بالفيديو (بالإنجليزية: Videofluoroscopic Swallowing Study - VFSS) مشكلات البلع عند الشخص الخاضع للفحص، إذ يطلب منه شرب محلولٍ يحتوي على صبغة الباريوم، والذي يساعد على إظهار أجزاء الجسم بشكلٍ واضح في تصوير الأشعة السينية خلال بلع الشخص للطعام، أو الشراب، وفي وضعيات رأسٍ مختلفة، وتسجيل ذلك في تصوير بالفيديو، ولا يُوصَى بهذا الفحص للحوامل.[١٤]


الخزعة

يمكن للطبيب أن يأخذ عينةً من أنسجة الحبال الصّوتية، أو الحنجرة أثناء تنظير الحنجرة، وبالأخصّ عندما يُلاحِظ كتلةً غير طبيعية من الأنسجة، لفحص الخلايا تحت المجهر، والتحقق منها مخبريًا إذا كانت طبيعيةً أو سرطانية.[١٥]


لعلك تساءلت: هل الخزعة خطيرة؟

المراجع

  1. "Voice and Swallowing Disorders", www.medstarwashington.org, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  2. "Overview of Laryngeal Disorders", www.msdmanuals.com, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  3. "Laryngology", my.clevelandclinic.org, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  4. "Diagnosis of Voice Disorders", www.med.or.jp, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Laryngoscopy and nasolarynoscopy", medlineplus.gov, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  6. "Indirect laryngoscopy", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  7. "What Is Laryngoscopy?", www.webmd.com, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  8. "Videostroboscopy of the Larynx", www.chp.edu, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  9. "Measurement of Intervertebral Cervical Motion by Means of Dynamic X-Ray Image Processing and Data Interpolation", www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  10. "Larynx", www.betterhealth.vic.gov.au, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  11. "Acoustic Analysis of Vocal Dysphonia", www.sciencedirect.com, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  12. ^ أ ب "Voice disorders", www.mayoclinic.org, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  13. "Laryngeal electromyography", pubmed.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  14. "Videofluoroscopic Swallowing Study (VFSS)", www.asha.org, Retrieved 4/2/2021. Edited.
  15. "Diagnosing Throat, Voice and Swallowing Disorders", www.froedtert.com, Retrieved 4/2/2021. Edited.