عن ماذا يكشف هذا الفحص؟
يكشف عن قيم مكوّنات السائل النخاعي وطبيعتها، وتساعد معرفتها على تشخيص بعض الأمراض، كالتهاب السحايا، أو النزيف، أو الأورام السرطانية، أو أمراض عصبية معينة.
ما هي أسباب إجراء هذا الفحص؟
يجرى تحليل السائل النّخاعي إذا اشتبه الطبيب بمرض أو حالة طبية تؤثر في الجهاز العصبي المركزي.[١]
كيف يتم إجراء هذا الفحص؟
يُسحب السائل النخاعي الشوكي من بين فقرات الظهر عن طريق إجراء طبي يسمى بالبزل النخاعي، ويستغرق هذا الإجراء ما يُقارب خمس دقائق.[٢]
ما هي شروط إجراء هذا الفحص؟
يتطلب التحليل تفريغ المثانة والأمعاء قبل سحب عينة السائل النخاعي.[١]
ما هو تحليل السائل النخاعي (CSF)؟
يُعد تحليل السائل النّخاعي أو تحليل السائل الدّماغي الشوكي (Cerebrospinal Fluid Analysis - CSF analysis)، مجموعة من الفُحوصات المخبرية تُجرى لفحص عيّنة من السائل النخاعي، وهو السائل المحيط بالدماغ والحبل الشوكي، وللتوضيح أكثر؛ فإن هذا السائل شفاف عديم اللون، يحافظ على الجهاز العصبي المركزي، ويحميه من الإصابات المفاجئة، ويُساعده على العمل بشكل صحيح، ويخلّص الدماغ من الفضلات،[٢] يُسحب هذا السائل من بين فقرتين قطنيتين خلال إجراء يسمى بالبزل القطني أو الشوكي النّخاعي (Lumbar puncture).
يتضمن تحليل السائل النخاعي ما يأتي:
- ضغط السائل النّخاعي: ويُقاس ضغط السائل النخاعي مرتين خلال سحب العينة، الأولى في بداية السحب والثانية عند الانتهاء من أخذ العينة.[١]
- مظهر السائل النخاعي: ولتحديد مظهر ولون السائل النخاعي، فيُقارن بلون الماء، كما يجب أن تستطيع قراءة ورقة موجودة خلف أنبوبة السائل النخاعي في الحالات الطبيعية.[٣]
- نسبة الجلوكوز في السائل النخاعي: يرتبط مستوى الجلوكوز في السائل النخاعي مع نسبة الجلوكوز في الدم، فيمثل الجلوكوز في السائل النخاعي ما يُقارب 60% من نسبة الجلوكوز في الدم، كما أن وجود بكتيريا في السائل يقلل من نسبة الجلوكوز لأنه تستخدمه مصدرا للطاقة، بينما وجود الفيروسات لا يؤثر على نسبة الجلوكوز.[٣]
- نسبة البروتين في السائل النخاعي: يحتوي السائل النخاعي على كمية قليلة من البروتينات بسبب وجود الحاجز الدموي الدماغي، وهذا التحليل لا يعدّ محدداً لفحص نوع محدد من الأمراض، لأنه يرتفع في الكثير من الحالات المرضية.[٣]
- نسبة الغلوبين غاما في السائل النخاعي: في الحالات الطبيعة لا يتواجد الغلوبين غاما في النخاع الشوكي؛ لعدم قدرته على العبور من الحاجز الدموي الدماغي، ولكن في بعض الحالات المرضية، قد تتغير نفاذية هذا الحاجز مما ينتج عنه تسرّب للغلوبين غاما وارتفاع نسبته في السائل النخاعي.[٣]
- نسبة الكلور في السائل النخاعي: لا يُجرى هذا الفحص إلا في الحالات التي يطلبها الطبيب، فتركيز الكلور في السائل النخاعي أعلى من الدم، وذلك لأن محتوى السائل النخاعي على البروتين أقل من الدم.[٣]
- نازعة هيدروجين اللاكتات: ينتج هذا الإنزيم من الخلايا المتعادلة لمهاجمة البكتيريا إن وجدت.[٣]
- حمض اللاكتيك: لا يعبر الحمض الحاجز الدموي الدماغي، ولا علاقة له بنسبته في الدم.[٣]
- خلايا الدم أحادية النواة: يحتوي السائل النخاعي على عدد قليل جداً من هذه الخلايا.[٣]
دواعي إجراء تحليل السائل النخاعي (CSF)
يُطلب إجراء تحليل السائل النّخاعي في الحالات الآتية:
- اشتباه الطبيب بمرض أو حالة طبية تؤثر في الجهاز العصبي المركزي، ومنها ما يأتي:[١]
- التّعرض لصدمة في الدّماغ أو النخاع الشوكي.
- الإصابة بالسرطان ووجود شكوك حول انتشاره في الجهاز العصبي المركزي.
- وجود علامات وأعراض تدل على وجود مرض في الجهاز العصبي المركزي، وقد تكون هذه الأعراض حادّة ومفاجئة، وتدل على وجود نزيف، أو عدوى، أو قد تكون بطيئة التطور، مما يدل على وجود مرض مزمن كالزهايمر، أو التصلب المتعدد.
- وجود علامات وأعراض تتفاقم على مدى بضع ساعات إلى بضعة أيام مع ارتفاع في درجة الحرارة، ووجود أعراض مشابهة لمرض الإنفلونزا، ومن هذه الأعراض ما يأتي:
- تغيّر في الحالة العقلية والوعي.
- صداع مفاجئ وشديد ومستمر.
- تصلّب الرقبة.
- الهلوسة أو حالات الصرع.
- ضعف العضلات والتعب والخمول.
- الغثيان الشديد.
- الحساسية للضوء.
- الرعاش أو الخدران.
- الدوخة.
- صعوبة في الكلام.
- صعوبة في المشي.
- الاكتئاب وتقلبات المزاج.
- انتفاخ اليافوخ، ورفض تناول الطعام، وتصلب أجسام الأطفال.
التحضيرات والاستعداد قبل تحليل السائل النخاعي (CSF)
لا يطلب منك أي تحضيرات أو تجهيزات قبل إجراء تحليل السائل النخاعي، كل ما عليك فعله هو تفريغ المثانة والأمعاء قبل وقت سحب عينة السائل النخاعي.[١]
كيف يتم إجراء تحليل السائل النخاعي (CSF)؟
يُسحب السائل النخاعي الشوكي عن طريق إجراء طبي يسمى بالبزل النخاعي، ويستغرق هذا الإجراء ما يُقارب خمس دقائق، وفيما يأتي توضيح لكيفيّة إجراء البزل النخاعي:[٢]
- يُطلب من الاستلقاء على أحد الجانبين أو الجلوس على السرير.
- يُنظّف الطّبيب المنطقة التي سيُدخل من خلالها الإبرة لسحب السائل.
- يحقن الطبيب مخدراً موضعياً في الجلد لتقليل الألم أثناء سحب السائل، أو يضع كريماً مخدراً على الجلد بدلاً من الحقن.
- يُدخل الطبيب إبرة رفيعة مجوّفة بين فقرتين في الجزء السفلي من العمود الفقري.
- يسحب الطبيب كمية صغيرة من السائل، مع ضرورة البقاء ثابتاً لحين الانتهاء من سحب العينة.
تفسير نتائج تحليل السائل النخاعي (CSF)
تنبيه هامّ:
من المُحتمل أن يكون هناك بعض الاختلافات البسيطة للقيم الطبيعية من مختبر إلى آخر، لذلك من فضلك استشر طبيبك ليُعطيك مزيداً من المعلومات حول تحليل هذه النتائج.
يُساعد تحليل السائل النّخاعي على تشخيص العديد من الحالات المرضية، كالتهاب السحايا، أو النزيف، أو الأورام السرطانية، أو أمراض عصبية معينة، ومن الجدير بالذكر أن بعض القيم الطبيعية لمكوّنات تحليل السائل النخاعي تختلف بتقدم عمر المريض،[٤] وكملخص؛ الجدول الآتي يوضّح القيم الطبيعية لمكوّنات السائل النخاعي:[٥]
الفحص | المُستوى الطّبيعي |
الضغط | أقل من 20 سم ماء. |
اللون | صافي ولا لون له. |
الدم | لا يوجد |
خلايا الدم الحمراء | لا يوجد |
خلايا الدم البيضاء: الأطفال من عُمر يوم - شهر الأطفال من عُمر 1 - 5 سنوات الأطفال من عُمر 6 - 18 سنة البالغون |
0 - 30 خلية / ميكرولتر. 0 - 20 خلية / ميكرولتر. 0 - 10 خلايا / ميكرولتر. 0 - 5 خلايا / ميكرولتر. |
نسبة أنواع خلايا الدم البيضاء: الخلايا المتعدلة الخلايا اللميمفاوية الخلايا الوحيدة |
0 - 6 % 40 - 80 % 15 - 45 %
|
زراعة السائل النخاعي | لا يوجد نموّ. |
البروتين | 14 - 45 ميليغراماً / ديسيلتر. |
الرحلان الكهربائي للبروتين: ما قبل الألبومين الألبومين غلوبين ألفا-1 غلوبين ألفا-2 غلوبين بيتا غلوبين غامل الشرائط قليلة النسائل الغلوبين المناعي ج |
2 - 7 % 56 - 76 % 2 - 7 % 4 - 12 % 8 - 18 % 3 - 12 % لا يوجد 0 - 4.5 ميليغرام / ديسيلتر
|
الغلوكوز | 50 - 75 ميليغراماً / ديسيلتر. 60 - 70 % من مستوى سكر الدم. |
الكلور | 700 - 750 ميليغراماً / ديسيلتر |
نازعة هيدروجين اللاكتات: البالغون الأطفال حديثو الولادة |
أقل من أو يساوي 70 وحدة / لتر أقل من أو يساوي 40 وحدة / لتر |
حمض اللاكتيك | 10 - 25 ميليغراماً / ديسيلتر |
فحص الخلايا | لا يوجد خلايا خبيثة |
الجلوتامين | 6 - 15 ميليغراماً / ديسيلتر |
النتائج غير الطبيعية
قد تظهر النتائج غير الطبيعية نتيجة لعدّة أمور، ويمكن توضيحها كالآتي:
- تغيّر ضغط السائل النخاعي: تكون النتائج غير طبيعية في الحالات الآتية:[١]
- ارتفاع ضغط السائل النخاعي؛ وذلك نتيجة لارتفاع الضغط داخل الدماغ أو الجمجمة، أو نتيجة لوجود شيء يُعيق تدفق السائل النخاعي، كوجود أورام أو عدوى، أو تراكم غير طبيعي للسائل النخاعي داخل الدماغ أو نزيف.
- انخفاض ضغط السائل النخاعي؛ وذلك يحدث نتيجة التّعرض لصدمة، أو الجفاف أو تسرب السائل النّخاعي عبر فتحة.
- تغيّر مظهر ولون السائل النخاعي: تكون النتائج غير طبيعية في الحالات الآتية:[٦]
- التهاب السحايا.
- النزيف أو التعرض لصدمة.
- اليرقان.
- الساركوما الميلانوسية السحائية (Meningeal melanosarcoma).
- أمراض تؤثر على نفاذية الحاجز الدموي الدماغي.
- الجلوكوز: تكون النتائج غير طبيعية في الحالات الآتية:[٦]
- التهاب السحايا البكتيري أو الفطري.
- الأورام الخبيثة السحائية الأولية، أو النقيليّة.
- نزيف في المنطقة تحت العنكبوتية.
- نقص سكر الدم.
- حمض اللاكتات: تكون النتائج غير طبيعية في الحالات الآتية:[٦]
- نزيف داخل الجمجمة
- تصلب الشرايين الدماغي.
- انتشار السرطان.
- الصدمة.
- نوبات الصرع.
- التهاب السحايا البكتيري.
- التهاب السحايا بالمايكوبلازما.
- نازعة هيدروجين اللاكتات: تكون النتائج غير طبيعية في الحالات الآتية:[٦]
- نزيف داخل الجمجمة.
- التهاب السحايا البكتيري.
- الجلوتامين: تكون النتائج غير طبيعية في الحالات الآتية:[٦]
- أمراض الكبد.
- اضطرابات دورة اليوريا الوراثي.
- متلازمة راي.
- البروتين: تكون النتائج غير طبيعية في الحالات الآتية:[١]
- التهاب السحايا، ووجود خراج في المخ.
- أورام المخ، أو النخاع الشوكي.
- التصلب المتعدد.
- متلازمة غيلان باريه (Guillain-Barre syndrome).
- مرض الزهري.
عوامل قد تؤثر في نتائج تحليل السائل النخاعي (CSF)
تتضمن بعض العوامل التي يمكن أن تُؤثّر على دقة نتائج تحليل السائل النخاعي:[٤]
- المضادات الحيوية، ولكن يجدُر بالذّكر أنّ تناول المضادات الحيوية قبل أخذ عيّنة السائل النخاعي بأقل من 24 ساعة لا يؤثر بشكل كبير على النتائج.
- تأخر فحص عينة السائل النخاعي، إذ إنّ التأخير في تحليل عينة السائل النخاعي في المختبر، قد يُغيّر من عدد الخلايا الموجودة فيه، فتنخفض عدد الخلايا الليمفاوية والخلايا المتعادلة بعد 4 ساعات من سحب العينة.