في الحقيقة، يُعد أخذ التاريخ المرضي الدقيق والفحص من قبل الطبيب لتقييم الأعراض والعلامات من أهمّ الخطوات لتشخيص حساسيّة البنسلين؛ حيثُ توجد بعض العوامل التي تشير إلى الإصابة بالحساسية في حال وجودها: كالقشعريرة، والحكة، وتجمع السوائل في مناطق معينة من الجسم، ويكون ظهور هذه العلامات خلال ساعة من تناول الدواء، وفيما يلي ذكر للأسئلة أو الاستفسارات التي عادة ما يطلبها الطبيب خلال الفحص:
- وقت البدء بتناول البنسلين.
- ماهية الأعراض أو ردة الفعل التي ظهرت بعد تناول الدواء.
- وقت ظهور هذه الأعراض والعلامات.
- المدة التي بقيت عليها الأعراض وما إذا كان المصاب اتخذ أي إجراء للتخلص منها.
- ما إذا كان المُصاب يتناول أي نوع آخر من الأدوية، أو الفيتامينات، أو الأعشاب.
فحوصات حساسية البنسلين
فيما يلي بيان للفحوصات التي يُمكن إجراؤها لتقييم حساسية البنسلين:[١]
الفحص الجلدي
يتم خلال هذا الفحص استخدام حقنة صغيرة لحقن جرعة منخفضة من البنسلين تحت الجلد في الذراع، وفي حال عدم ظهور أي علامات على الجلد بعد 15 دقيقة قد يقوم الطبيب بتكرار العملية مرة أخرى، وفي حال ظهور نتوء جلدي أحمر والشعور بحكة تُعد نتيجة الفحص إيجابية؛ أي أنّ الشخص مُصاب بحساسية البنسلين، أمّا في حال لم يلاحظ أي تغير على مكان الحقنة فغالبًا لا يُعاني الشخص الخاضع للفحص من الحساسية.[٢][٣]
فحص التحدي المتدرج
يُمكن إجراء فحص متدرّج لتشخيص حساسية البنسلين، ويتم خلال هذا الفحص إعطاء المُصاب أكثر من جرعة من البنسلين؛ بدءًا بجرعة مُخففة ووصولاً إلى الجرعة المرغوبة، ومن ثمّ مراقبة ما إذا ظهرت أي أعراض أو علامات لردة فعل حساسية خلال الساعة التالية لإعطاء الجرعات، وفي حال لم تظهر الأعراض والعلامات فإنّ ذلك يشير إلى أنّ الشخص لا يُعاني من حساسية البنسلين.[٢]
من يجب عليه الخضوع لهذه الفحوصات؟
ينصح الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض رد فعل تحسسي كالطفح الجلدي، والحكة، وتورم الوجه أو الأطراف بمراجعة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة لتقييم ما إذا كان لديهم حساسية بنسلين، ففي حال كانت الأعراض ظاهرة نتيجة الحساسية يُمكن للطبيب أن يصف لهم علاجات كمُضادات الهيستامين أو الكورتيكوستيرويدات، ويجب على المُصابين التوجه المُباشر إلى المُساعدة الطبية في حال ظهور أعراض عالية الشدة: كانتفاخ اللسان، والشفاه، والحلق، أو الإصابة بصعوبة في التنفس، أو فقدان الوعي.[٤]
ما أهمية تشخيص حساسية البنسلين؟
يُعد البنسلين أحد المضادات الحيوية التي تُستخدم لعلاج العديد من أنواع العدوى البكتيرية كالتهابات الأذن، والحلق، والأسنان، والجيوب، وغيرها، وبالرغم من تشخيص 10% من سكان العالم بحساسية البنسلين، إلّا أنّ 90% من هؤلاء الأشخاص غالبًا ما تُظهر الفحوصات عدم إصابتهم بحساسية البنسلين وفقًا للكلية الأمريكية للحساسية والربو والمناعة (AAAAI)، ممّا يؤشر إلى أهميّة إجراء الفحوصات اللازمة عند الشك بوجود حساسيّة عند الشخص تجاه البنسلين، بالإضافة إلى أنّه من أكثر المُضادات الحيويّة أمانًا، حيثُ إنّ حساسية شخص تجاه البنسلين تؤثر في اختيار الطبيب للمُضاد الحيوي، فيصف الطبيب للمريض مضادًا حيويًا لا يحتوي على البنسلين، وواسع المفعول، أي أنه فعّال تجاه أنواع مختلفة من الميكروبات، وهذه المُضادات الحيوية واسعة المفعول غالبًا ما تكون مُكلفة أكثر من البنسلين، وهي تجعل الميكروبات أكثر عُرضة لمقاومة العلاج باستخدام المُضادات الحيوية مستقبلاً.[١]
المراجع
- ^ أ ب "Is it Really a Penicillin Allergy?", CDC, Retrieved 9/2/2021. Edited.
- ^ أ ب "Penicillin Allergy", Mayo Clinic, Retrieved 9/2/2021. Edited.
- ↑ "Penicillin Allergy", WebMD, Retrieved 9/2/2021. Edited.
- ↑ "Penicillin Allergy Symptoms and Causes", Mayo Clinic, Retrieved 9/2/2021. Edited.